مبتدأ وخبره.
فتنت الذهب (١).
أي : يظهر بما يتعلمون منّا حالكم في اجتناب السحر الذي نعلم فساده والعمل به ، كما يظهر حال المكلّف المبتلى بكلّ ما نهي عنه.
(فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ).
أي : مكان ما علمناهم من تقبيح السحر وفساده ، والاحتراس من مضارّه ما يفرقون به كقول الشاعر (٢) :
٩٧ ـ جمعت من الخيرات وطبا وعلبة |
|
وصرّا لأخلاف المزمّمة البزل |
٩٨ ـ ومن كل أخلاق الكرام نميمة |
|
وسعيا على الجار المجاور بالنّجل |
وقال آخر :
٩٩ ـ كأن قد حضرت الناس يوم تقسّمت |
|
مكارمهم فاخترت منهنّ أربعا |
١٠٠ ـ إعارة سمع كلّ مغتاب صاحب |
|
رتابي لعيب الناس إلا تتبعا |
١٠١ ـ وأعظم من هذين أنك تدّعي |
|
البراءة من عيب البرية أجمعا |
١٠٢ ـ وأنك لو قارفت فعل إساءة |
|
وجوزيت بالحسنى جحدتهما معا |
وتفريق الساحر بين المرء وزوجه بالتبغيض.
وقيل : إذا عمل السحر كفر فحرمت عليه زوجته.
__________________
(١) قال الأزهري : جماع معنى الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار ، وأصلها مأخوذ من قولك : فتنت الفضة والذهب : إذا أذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيد. راجع اللسان : فتن ١٣ / ٣١٧.
(٢) البيتان في أمالي المرتضى ١ / ٤٢١ من غير نسبة ؛ وتفسير الطبري ١ / ٤٦٣. الوطب : زق اللبن ، والعلبة : ما يحلب فيه ، والصرّ : شدّ الضرع.