وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢))(١). وقال في آية أخرى (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ)(٢).
قوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٢٣))
(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) (٢٤) يقوله بعضهم لبعض.
(يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) (٢٤) بالرّسالة وما له عليكم من فضل.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (٢٤) ولو أنزل ملائكة لآمنا.
(ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) (٢٤) أنّ رجلا ادعى النّبوة.
(إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ) (٢٥) جنون.
(فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ) (٢٥)
قال بعضهم : حتّى يموت ، وقال بعضهم : حتّى يستبين جنونه.
(قالَ) (٢٦) نوح :
(رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ) (٢٦)
وقال في آية أخرى : (مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)(٣).
قال الله : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (٢٧) وقد فسّرنا ذلك كلّه في سورة هود.
قوله : (فَاسْلُكْ فِيها) أي فاحمل فيها.
(مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) من كلّ صنفين اثنين.
يزيد بن إبراهيم والحسن بن دينار عن محمد بن سيرين قال : نبئت أنّ بعض أمراء المؤمنين سأل صاحبا لكعب : هل سمعت كعبا يقول في الطّلاء (٤) شيئا؟
__________________
(١) يس ، ٤١ ـ ٤٢.
(٢) الزخرف ، ١٢.
(٣) القمر ، ١٠.
(٤) الطّلاء : الشراب الذي يطبخ حتى يذهب ثلثاه. ويسمّي البعض الخمر طلاء. عون المعبود شرح سنن ابي داود لابن قيم الجوزية ، كتاب الأشربة ، باب في الدّاذي ١٠ / ١٥٢ والدّاذي : حبّ يطرح في النّبيذ فيشتدّ. انظر لسان العرب ، مادة : دوذ.