حماد عن داود بن أبي هند عن أبي العالية الرياحي قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قايما في المسجد الحرام يصلي وهو يقرأ سورة النجم ، فلما اتى على هذه الآيات (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ / الْأُخْرى (٢٠))(١) فألقى الشيطان على لسانه : انّهنّ من الغرانيق العلى وان شفاعتهن ترتجى. فاعجب ذلك المشركين. فقرأ السورة حتى ختمها. فسجد وسجد المؤمنون والمشركون الا ابا احيحة أخذ كفّا من تراب فسجد عليه. وبلغ ذلك من كان بالجيش من أصحاب النبي ، فشق على النبي عليهالسلام ما جاء على لسانه ، فأنزل الله تبارك وتعالى :
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) (٥٣) يعني المشركين.
سعيد عن قتادة : (قال) (٢) : بينما رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند المقام اذ نعس ، فألقى الشيطان على لسانه كلمة فتكلم بها ، فتعلقها المشركون عليه وانه قرأ : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) (٢٠) (٣) فألقى الشيطان على لسانه : فان شفاعتها هي المرتجى وانها لمع الغرانيق العلى. فحفظها المشركون واخبرهم الشيطان ان نبي الله قد قرأها. قالت ألسنتهم بها؟ فانزل الله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) الى آخر الآية.
وفي تفسير الكلبي ان النبي عليهالسلام كان يصلي عند البيت والمشركون جلوس فقرأ (وَالنَّجْمِ ،) فحدّث نفسه حتى اذا بلغ (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) (٢٠) القى الشيطان على لسانه : فانها مع الغرانيق العلى وان شفاعتها هي المرتجى. فلما انصرف قالوا : قد ذكر محمد آلهتنا. فقال النبي : والله ما كذلك نزلت عليّ. فنزل عليه جبريل فأخبره النبي فقال : والله ما هكذا علمتك وما جئت بها هكذا ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) الى آخر الآية.
__________________
(١) النجم ، ١٩ ـ ٢٠.
(٢) في ع : على ، ويبدو انه خطأ من الناسخ. لعل ما أثبتناه هو الصحيح. جاء في ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٢٣ : قال قتادة.
(٣) النجم ، ١٩ ـ ٢٠.