والله الذي تراد والذي تعنى. فاذا قال له ذلك مرارا قال له : من أنت ، أعوذ بالله منك؟ والله ما رأيت أحدا قط أسوأ منك (لفظا) (١) ولا أقبح منك وجها ولا أنتن منك ريحا. فيقول (له): (٢) أتعجب من قبحي؟ فيقول له : نعم. فيقول : أنا والله عملك الخبيث ، إنّ عملك والله كان قبيحا إنّك كنت تركبني في الدنيا ، وإنّي والله لأركبنّك اليوم (وهو قوله عزوجل) (٣) : (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ)(٤).
قوله : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) (١٠٢) والصّور : قرن ينفخ فيه صاحب الصّور ، فينطلق كلّ روح إلى جسده ، تجعل الأرواح كلّها في الصور ، فإذا نفخ فيه خرجت الأرواح مثل النّحل ، كلّ روح إلى جسده.
قال : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ) (١٠٢) (يعني) (٥) المشركين. هذا حشر إلى النار.
(يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) (١٠٢)
[وقال السدي : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ) يعني بعد الحساب ، نسوق المشركين إلى النار زرقا]. (٦) قال : مسودّة وجوههم ، كالحة.
(يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ) (١٠٣)
[قال قتادة : أي يتسارّون بينهم] ، (٧) يسارّ بعضهم بعضا.
(إِنْ لَبِثْتُمْ) (١٠٣) في الدنيا.
(إِلَّا عَشْراً) (١٠٣) يقلّلون لبثهم في الدنيا. تصاغرت [الدنيا](٨) عندهم.
قال الله : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) (١٠٤)
وقال في آية أخرى : (وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى)(٩).
__________________
(١) في ١٦٧ : لفضا.
(٢) ساقطة في ١٦٧.
(٣) في ١٦٧ : وانها التي يقول الله. وهي كذلك في ابن محكّم ، ٣ / ٥١.
(٤) الأنعام ، ٣١.
(٥) ساقطة في ١٦٧.
(٦) إضافة من ١٦٧.
(٧) إضافة من ١٦٧. الطبري ، ١٦ / ٢١١
(٨) إضافة ١٦٧.
(٩) طه ، ٦٣.