وتفسير الحسن ان الروح القرآن.
قال : (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) من وحي ربي (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) أي إن علمكم الذي آتاكم الله قليل في علم الله.
وبلغني عن الأعمش عن بعض أصحابه التابعين قال : الروح خلق من خلق الله لهم أيد وأرجل.
سعيد عن قتادة : قال : لقيت اليهود نبي الله (فتعنّتوه) (١) وسألوه عن الروح وعن اصحاب الكهف ، وعن ذي القرنين. فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) أي اليهود. (٢)
مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خمس لا يعلمهنّ إلا الله : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ)(٣) إلى آخر السورة. الآيات الخمس».
قوله : ((وَلَئِنْ (٤) شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) (٨٦) يعني القرآن حتى لا يبقى منه شيء.
(ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً) (٨٦) وليّا يمنعك من ذلك.
(إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) فيها إضمار يقول : وإنما أنزلناه عليك رحمة من ربك.
(إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً) (٨٧) يقول : أعطاك النبوة وأنزل عليك القرآن.
حماد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال : ليسرينّ على القرآن ليلة فلا تبقى منه آية في قلب رجل ولا مصحف إلّا رفعت.
/ قوله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (٨٨)) أي عوينا.
قوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ) (٨٩) ضربنا للناس.
(فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (٨٩) (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) (٩٠) لن نصدقك.
(حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) (٩٠) أي عيونا ببلدنا هذا.
__________________
(١) في الطبري ، ١٥ / ١٥٥ : فتغشوه.
(٢) الطبري ، ١٥ / ١٥٥.
(٣) لقمان ، ٣٤.
(٤) في ع : لو.