قال سيبعثك ربك مقاما محمودا : الشفاعة.
يونس بن أبي إسحاق الهمداني عن أبيه عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان قال : يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد حفاة ، عراة ، كما خلقوا يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حتى يلجمهم العرق ولا تكلّم نفس إلا بإذنه قال : فأول من يدعى محمد صلىاللهعليهوسلم ، يا محمد فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس اليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك واليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك تباركت وتعاليت وعلى عرشك استويت سبحانك رب البيت. ثم يقال له : اشفع قال : فذلك المقام المحمود الذي وعده الله. (١)
وفي تفسير الكلبي قال : إذا أدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، فبقيت زمرة من آخر زمر الجنة وهم على الصراط لما خرج المؤمنون من الصراط بإيمانهم على قدر أعمالهم ؛ فمنهم من قد خرج كهيئة البرق ، ومنهم من خرج كهيئة / الريح ، ومنهم من خرج كركض الفرس الجواد ، ومنهم من خرج سعيا ، ومنهم من خرج زحفا على قدر ما بقي له من نوره ، إن قام لم يره وان جلس نظر اليه بين يديه ، فهو يزحف على استه ، وهم الذين يقولون : (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا)(٢) فذلك حين تقول لهم آخر زمرة من زمر النار : أما نحن فأخذنا بما في قلوبنا من الشك والتكذيب فما نفعكم أنتم توحيدكم ربكم؟ قال : وقد بلغت النار منهم كل مبلغ.
وفي حديث سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي نضرة عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ان منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته (٣) ومنهم من تأخذه إلى ترقوته». (٤)
قال يحيى : وبلغني أنها لا تصيب وجوههم لمكان السجود.
قال الكلبي : فيصرخون عند ذلك يدعون ربهم فيسمعهم أهل الجنة فيسعون
__________________
(١) الطبري ، ١٥ / ١٤٤. ١٤٥.
(٢) التحريم ، ٨.
(٣) الحجزة : مشد الإزار يعني من وسط الإنسان ، لسان العرب ، مادة : حجز.
(٤) التّرقوة : عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين ، جمعها : التراقي ، لسان العرب ، مادة : ترق.