فقيل : بمعنى (من) أي : من بناها ومن طحاها ومن سوّاها (١).
وقيل (٢) : هي مصدرية ، وتقديره : والسّماء وبنائها ، والأرض وطحوها ونفس وتسويتها.
و (طَحاها) بسطها (٣) ، و (دَسَّاها) : أخفاها ، وقيل : هو نقيض (زَكَّاها) أي : زكاهّا بالعمل الصّالح ، ودسّاها بالعمل الفاسد (٤).
... (٥) كما يقال : زكا يزكو (٦).
وقوله : (قَدْ أَفْلَحَ) جواب القسم (٧) ، وهو على حذف (اللام) (٨) ، وتقديره : لقد أفلح ، وقيل (دَسَّاها ...)(٩) فأبدلت السّين ، كما قيل : تظنّى (١٠) ، والفلاح : البقاء والخلود ، وقيل : الفلاح : الفوز ، وقيل : الفلاح : الملك (١١).
قوله تعالى : (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها) [الشمس : ١٣ ـ ١٥]. [١١٧ / ظ]
نصب (ناقَةَ اللهِ) بإضمار فعل ، أي : اتركوا ناقة الله وسقياها ، أي : احذروا ناقة الله وسقياها ، وربما قال بعض النحويين : نصب على التحذير (١٢) ، وأجاز الفراء (١٣) : الرفع ، على أن معنى التّحذير باق.
__________________
(١) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٣٠٠ ، ووافقه الطبري في جامع البيان : ٣٠ / ٢٦٣ ، والفارسي في البغداديات : ٢٦٥.
(٢) هذا قول الفراء في معاني القرآن : ٣ / ٢٦٤ ، والمبرد في المقتضب : ١ / ٤٢ ، وابن السراج في الأصول : ٢ / ١٣٦ ، والنحاس في إعراب القرآن : ٣ / ٧١١.
(٣) بحر العلوم : ٣ / ٤٨٢.
(٤) النكت والعيون : ٦ / ٢٨٤.
(٥) بياض يعادل أربع كلمات.
(٦) ينظر تأويل مشكل القرآن : ٣٤٤.
(٧) معاني القرآن للأخفش : ٢ / ٥٣٩.
(٨) نبه لهذا سيبويه في الكتاب : ١ / ٤٧٥.
(٩) بياض يعادل كلمتين.
(١٠) مجاز القرآن ٢ / ٣٠٠ ، جامع البيان : ٣٠ / ١٣٥ ـ ١٣٦.
(١١) ينظر اللسان : ٢ / ٥٤٧ (فلح).
(١٢) معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ٣٣٣ ، إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٧١٤ ، بحر العلوم : ٣ / ٤٨٣.
(١٣) في معانية : ٣ / ٢٦٨.