وقد يقال في جمع تريبة : تريب (١) ، قال المثقب (٢) :
ومن ذهب يسنّ على تريب |
|
كلون العاج ليس به غضون |
والمعنى : من بين صلب الرجل وترائب المرأة.
والابتلاء : الاختبار (٣).
واختلف في معنى قوله : (عَلى رَجْعِهِ) :
فقال الضحاك : على رجع الإنسان ماء ، كما كان. وقال عكرمة ومجاهد : على رجع الماء في صلبه ، أو في إحليله. وقال الحسن وقتادة : على رجع الإنسان بالإحياء بعد الموت (٤).
ويسأل عن الناصب لقوله : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ)
وفيه اختلاف على قدر اختلاف العلماء في معنى (الرّجع) :
فقال الزجاج (٥) : العامل فيه فعل مضمر يدل عليه (عَلى رَجْعِهِ ،) تقديره : يرجعه يوم تبلى السرائر ، ولا يجوز (٦) أن يعمل فيه (عَلى رَجْعِهِ ؛) لأنه مصدر ولا يجوز أن يفرّق بينه وبين صلته.
وقيل (٧) : العامل فيه (قادر) وهذا على مذهب من قال : إن معنى (عَلى رَجْعِهِ) على بعثه وإحيائه بعد الموت ، ويكون جوابا لقولهم : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [المؤمنون : ٨٢] ، وما أشبه ذلك مما فيه إنكارهم للبعث ، وقيل : وهو نصب على إضمار (أعني) (٨).
__________________
(١) ينظر الصحاح : ١ / ١٩ (ترب).
(٢) وهو : محصن بن ثعلبة العبدي. ينظر ترجمته في : الشعر والشعراء : ٢٥٥. والبيت من شواهد الطوسي في التبيان : ١٠ / ٣٢٤.
(٣) اللسان : ١٤ / ٦٩٠ (بلا).
(٤) ينظر تفسير مجاهد : ٢ / ٧٤٩ ، ومعاني القرآن للفراء : ٣ / ٢٥٥ ، وجامع البيان : ٣٠ / ١٨٢ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٦٧٥.
(٥) ينظر معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ٢٤٠.
(٦) جوّز هذا الطبري في جامع البيان : ٣٠ / ٩٤ ، وردّه عليه النّحاس في إعرابه القرآن : ٣ / ٦٧٦.
(٧) هذا قول مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٨١١.
(٨) المحرر الوجيز : ٥ / ٤٦٦.