قوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) [الإنسان : ٦].
يسأل عن نصب قوله : (عَيْناً) وفيه أجوبة (١) :
أحدها : أنه منصوب على البدل من (كافُوراً) [الإنسان : ٥](٢).
والثاني : أنه على تقدير : ويشربون عينا (٣).
والثالث : أنه على الحال من (مِزاجُها) [الإنسان : ٥] ، وهو قول الفراء (٤) ، وقيل : يمزج بالكافور ويختم بالمسك (٥) ، قال الفراء (٦) : إن شئت نصبتها على القطع من قولك : (مِزاجُها) [الإنسان : ٥] من (الهاء) في المزاج.
والرابع : أنّ المعنى : يعطون عينا (٧).
ومعنى (بِها) كمعنى (فيها) ، وقيل : المعنى (منها) (٨).
قوله تعالى : (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) [الإنسان : ١٤]
يسأل عن نصب (دانِيَةً؟) وفيها ثلاثة أجوبة :
أحدها : أنها معطوفة على (جَنَّةً) [الإنسان : ١٢] ، والمعنى : وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا ، ودانية عليهم ، أي : وجنة دانية ثم حذف الموصوف (٩).
والثاني : أنها معطوفة على (مُتَّكِئِينَ) [الإنسان : ١٣] ، فهو حال (١٠) على هذا القول.
والثالث : أنه نصب على المدح (١١) [١١٠ / ظ] ، كقولك : عند فلان جارية جميلة وشابة بعد طرية (١٢).
__________________
(١) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٥٧٤.
(٢) مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٧٨٤.
(٣) معاني القرآن للأخفش : ٢ / ٥١٩.
(٤) معاني القرآن للفراء : ٣ / ٢١٥.
(٥) مجمع البيان : ١٠ / ٢١٥.
(٦) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٥.
(٧) ذكر هذا الوجه الأخفش في معاني القرآن : ٢ / ٥٢٠.
(٨) هذا قول ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن : ٥٧٥ ، والهروي في الأزهية : ٢٨٣.
(٩) ينظر معاني القرآن للأخفش : ٢ / ٥٢٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٥٧٧ ، ومشكل إعراب القرآن : ٢ / ٧٨٥.
(١٠) معاني القرآن للفراء : ٣ / ٢١٦.
(١١) نسب هذا الرأي النحاس في إعرابه : ٣ / ٥٧٤ إلى المبرد.
(١٢) جوز هذا الوجه الفراء في معاني القرآن : ٣ / ٢١٦.