والرّخال : الإناث من أولاد الضأن ، والصّريم : الليل الأسود ، قاله ابن عباس (١) ، وأنشد أبو عمرو :
ألا بكرت وعاذلتي تلوم |
|
تهجدني وما انكشف الصّريم (٢) |
وقال آخر :
تطاول ليلك الجون البهيم |
|
فما ينجاب عن صبح صريم |
إذا ما قلت أقشع أو تناهى |
|
جرّت من كلّ ناحية غيوم (٣) |
ويسمى النّهار صريما ، وهو من الأضداد (٤) ؛ لأنّ الليل ينصرم عند مجيء النّهار ، والنّهار ينصرم عند مجيء الليل ، وقيل : الصّريم : المصروم ، أي : صرم جميع ثمارها ، والمعنى : فأصبحت كالشيء المصروم ، وقيل : الصّريم : الصحيفة ، أي : أصبحت بيضاء لا شيء فيها ، وقيل : الصّريم : منقطع الرمل الذي لا نبات فيه (٥) ، قال الفراء (٦) المعنى : بلونا أهل مكة كما بلونا أصحاب الجنة ، وهم قوم من أهل اليمن كان لرجل منهم زرع وكرم ونخل ، وكان يترك للمساكين من زرعه ما أخطأه المنجل ، ومن النخل ما سقط عن البسط ، ومن الكرم ما أخطاه القطّاف ، فكان ذلك يرتفع إلى شيء كثير ، ويعيش به اليتامى والأرامل والمساكين ، فمات الرجل وله بنون ثلاثة ، فقالوا : كان أبونا يفعل ذلك والمال كثير والعيال قليل ، فأما إذ كثر العيال وقلّ المال فإنّا لا نفعل ذلك ، ثم تآمروا أن يصرموا في سدف ، أي : في ظلمة باقية من الليل ؛ لئلا يبقى للمساكين شيء ، فسلط الله على مالهم نارا فأحرقته ليلا.
و (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ) [القلم : ٢٥] أي : على منع ، من قولهم : حاردت [١٠٥ / ظ] السّنة إذا منعت قطرها (٧) ، وقال الفراء : على قصد ، وقال أيضا : على قدرة وجد في أنفسهم ، وأنشد في الحرد بمعنى القصد :
__________________
(١) جامع البيان : ٢٩ / ٣٨ ، ومجمع البيان : ١٠ / ٩١.
(٢) استشهد به الطبري في جامع البيان : ٢٩ / ٣٨ ، والطبرسي في مجمع البيان : ١٠ / ٩١.
(٣) لم أقف على قائله ، وهو من شواهد الطوسي في التبيان : ١٠ / ٨٠ ، والطبرسي في مجمع البيان : ١٠ / ٩١.
(٤) الأضداد : ٨٤.
(٥) وضح معانيها الطبري في جامع البيان : ٢٩ / ٣٨ ، وينظر العين : ٧ / ١٢٠ (صرم) ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٤٨٦.
(٦) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٧٤.
(٧) معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ١٦٢.