للمجازاة ، فالله تعالى يرفع أهل الثواب ويخفض أهل العقاب (١) ، وأضاف ذلك إلى الواقعة ؛ لأنه فيها يكون (٢) ، وقيل : إن القيامة تقع بصيحة عند النفخة الثانية ، وهو قول الضحّاك (٣).
وقوله : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ،) أي : زلزلت زلزالا شديدا ، هذا قول ابن عباس ومجاهد وقتادة ، ومنه يقال : ارتجّ السهم ، عند خروجه عن القوس (٤).
(وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) : فتّت فتّا ، هكذا قال ابن عباس ومجاهد وابن صالح والسّدي (٥) ، والعرب تقول : بسّ السويق ، أي : لتّه ، والبسيسة : السويق أو الدقيق يلت ويتخذ زادا (٦) قال بعض لصوص غطفان :
لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا (٧)
ورفع قوله : (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) على الاستئناف ، أي : هي خافضة رافعة (٨) ، وأجاز الفراء النصب (٩) ، والنصب على الحال ، وهذه حال مؤكدة ؛ لأن القيامة إذا وقعت فلا بد أن تكون خافضة رافعة (١٠).
ويسأل عن موضع قوله تعالى : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا؟)
والجواب : أنه بدل من قوله : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ)(١١) ، وهذا كما تقول : سآتيك إذا قام زيد إذا خرج ، والمعنى : سآتيك إذا خرج زيد ، وهكذا المعنى : إذا رجت الأرض رجا عند وقوع الواقعة.
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ٨٥ ، وبحر العلوم : ٣ / ٣١٣.
(٢) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٣١٩.
(٣) بحر العلوم : ٣ / ٣١٣.
(٤) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٢١ ، ومجاز القرآن : ٢ / ٢٤٧.
(٥) تسير مجاهد : ٢ / ٦٤٥ ، وجامع البيان : ٢٧ / ٢١٨.
(٦) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٢١ ، ومجاز القرآن : ٢ / ٢٤٧.
(٧) لم أقف على قائله ، قال الفراء في معاني القرآن : ٣ / ١٢١ ، سمعت العرب تنشد :
لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا |
|
ملسا بذور الحلس ملسا. |
وينظر مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٨.
(٨) معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ١٠٧ ، ومشكل إعراب القرآن : ٢٠ / ٧١٠.
(٩) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٢١.
(١٠) نبه لهذا الزجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ٨٥ ، وهو قول ابن جني في المحتسب : ٢ / ٣٠٧ ، واستبعده مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٧١٠.
(١١) قال بهذا مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٧١٠.