ألفينا عيناك عند القفا |
|
أولى فأولى لك ذا واقيه |
وقال عوف بن الخرع (١) :
فكادت فزارة تصلى بنا |
|
فأولى فزارة أولى فزارة |
وقرئ (سَنَفْرُغُ) وسَنَفْرغ (٢) ، فمن قرأ (سَنَفْرُغُ) فهو على بابه ، مثل : دخل يدخل وخرج يخرج ، ومن قرأ سَنَفْرغ فتح (الرّاء) من أجل حرف الحلق (٣) ؛ لأن حرف الحلق إذا كان عينا أو لاما جاء في غالب الأمر على (يفعل) بالفتح ، إذا كان من (فعل) وحروف الحلق ستة وهي : الهمزة ، نحو قرأ وسأل ، والهاء ، نحو : ذهب ووهب ، والعين ، نحو : جعل وصنع ، والحاء ، نحو : سمح ولحج ، والغين ، نحو : فغر وولغ ، والخاء ، نحو : سلخض وبخع ، وما أشبه ذلك. [٩٦ / ظ]
ومن سورة الواقعة
قوله تعالى : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) [الواقعة : ١ ـ ٥].
الواقعة هاهنا : اسم من أسماء القيامة (٤).
ويسأل عن معنى : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ؟)
والجواب أن المعنى : ليس لوقعتها قضية كاذبة فيها ؛ لإخبار الله تعالى بها ، ودلالة العقل عليها (٥) ، وقيل : ليس لها نفس كاذبة في الخبر بها (٦) ، وقيل : الكاذبة هاهنا : مصدر مثل العاقبة والعافية (٧).
وقيل : (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) تخفض قوما بالمعصية ، وترفع قوما بالطاعة ؛ لأنها إنما وقعت
__________________
(١) وهو : عوف بن عطية بن الخرع. ينظر ترجمته في : طبقات فحول الشعراء : ١ / ١٥٩ و ١٦٥ ، والبيت من شواهد سيبويه في الكتاب : ١ / ٣٣١.
(٢) قراءة الرفع لابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم ، وقراءة الفتح لقتادة ويحيى بن عمارة والأعمش ، ينظر السبعة : ٦٢٠ ، والحجة في علل القراءات السبع : ٦ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، والمحتسب : ٢ / ٣٠٤.
(٣) هذا قول النحاس في إعراب القرآن : ٣ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.
(٤) مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٧.
(٥) ينظر بحر العلوم : ٣ / ٣١٣.
(٦) ينظر معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ٨٥.
(٧) هذا قول الفراء في معاني القرآن : ٣ / ١٢١.