نحن بما عندنا وأنت بما |
|
عندك راض ، والرأي مختلف |
والمعنى : نحن بما عندنا راضون ، وأنت بما عندك راض ، فحذف ، وقال الفرزدق (١).
إنّي ضمنت لمن أتاني راجيا |
|
وأبي ، وكان وكنت غير غدور |
يريد : وكان أبي غير غدور ، فحذف ، ولم يقل : وكنّا غير غدورين ، ومثله :
رماني بأمر كنت منه ووالدي |
|
بريئا ومن أجل الطّوى رماني (٢) |
ولم يقل : بريئين ، ومثله : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) [التوبة : ٦٢] وقوله : (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً) [الأنبياء : ٩١] وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.
قال مجاهد : القعيد : الرصد ، وقال أيضا : عن اليمين ملك يكتب الحسنات وعن الشمال ملك يكتب السيئات ، وهو قول الحسن ، وزاد الحسن : حتى إذا مات طويت صحيفة عمله ، وقيل له يوم القيامة (٣) : (اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) [الإسراء : ١٤] ، ثم قال : عدل والله من جعله حسيب نفسه.
قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) [ق : ٢٤].
جهنم : اسم أعجمي لا ينصرف للتعريف والعجمة ، وقيل : هو عربي ، وأصله من قولهم : بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر ، فلم ينصرف في هذا الوجه للتعريف والتأنيث (٤).
ويسأل عن التثنية في قوله : (أَلْقِيا؟) وفيها خمسة أجوبة :
أحدها : أن العرب تأمر القوم والواحد بما يؤمر به الاثنان ؛ يقولون للرجل الواحد :
قوما ، واخرجا (٥) ، ويحكى [٩١ / و] أن الحجاج قال : يا حرسي اضربا عنقه ، يريد : اضرب (٦) ، قال الفراء : سمعت من العرب من يقول : (ويلك ارحلاها ويلك ارحلاها) (٧) ، وأنشد قال أنشدني بعضهم :
__________________
(١) غير موجود في ديوانه المطبوع ، وهو من شواهد سيبويه في الكتاب : ١ / ٣٨ ، والفراء في معاني القرآن : ٣ / ٧٧.
(٢) البيت لابن أحمر ، وقيل : هو للأزرق بن طرفة بن العمود الفراصي. اللسان : ١١ / ١٣٢ (جول). وهو من شواهد سيبويه في الكتاب : ١ / ٣٨.
(٣) ينظر جامع البيان : ٢٦ / ٢٠٣ ـ ٣٠٤.
(٤) تاج العروس : ٨ / ٢٣٦.
(٥) هذا قول الفراء في معاني القرآن : ٣ / ٧٨ ، وابن فارس في الصاحبي : ٣٦٣.
(٦) روى هذا عنه الزجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ٣٨.
(٧) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٧٨ ، ونصّه : (ويحك! ارحلاها وأزجراها).