ساعة دون ساعة تعالى عن ذلك (١).
وأما الرفع فعلى أنه معطوف على (عِلْمُ السَّاعَةِ ،) والمعنى : وعنده علم الساعة وقيله ، أي : وعنده قيله (٢).
قال مجاهد : ولا تشفع الملائكة وعيسى وعزير عليهمالسلام إلا من شهد بالحق ، وهو يعلم الحق ، وقال قتادة : إلا من شهد بالحق الملائكة وعيسى وعزير عند الله شهادة بالحق (٣).
ومن سورة الدّخان
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) [الدخان : ٣ ـ ٥]
أي : أنزلنا القرآن (٤) ، والليلة المباركة : ليلة القدر ، وهو قول قتادة وعبد الرحمن بن زيد ، قالوا : أنزل القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، ثم نزل على النبي صلىاللهعليهوسلم نجوما في نيف وعشرين سنة ، وقال عكرمة : الليلة المباركة : ليلة النصف من شعبان ، قيل :
الليلة المباركة : في جميع شهر رمضان ؛ تقسم فيها الآجال والأرزاق وغيرهما من الألطاف ، وهو قول الحسن (٥).
وسميت (مباركة) لأنّها يقسم فيها أرزاق العباد من السنة إلى السنة (٦) ، وقيل في (أَنْزَلْناهُ) أي : ابتدأنا إنزاله (٧).
ويسأل عن نصب قوله : (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا)
وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون مصدرا ؛ أي : أمرنا أمرا ؛ لأن معنى (فِيها يُفْرَقُ) كمعنى (فيها يؤمر) فدلّ يفرق على يؤمر (٨).
__________________
(١) لم أقف على قول الرماني في كتبه. ينظر الحجة في علل القراءات السبع : ٦ / ١٦٠.
(٢) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٢ / ١٠٤.
(٣) تفسير مجاهد : ٢ / ٥٨٤ ، وجامع البيان : ٢٥ / ١٣٤.
(٤) معاني القرآن للنحاس : ٦ / ٣٩٥.
(٥) ينظر جامع البيان : ٢٥ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٦ / ٣٩٧ ، ومعالم التنزيل : ٧ / ٢٢٧.
(٦) تفسير القرآن للصنعاني : ٣ / ٣٠٥ ، والنكت والعيون : ٥ / ٢٤٥.
(٧) القول منسوب إلى الشعبي في : التبيان في تفسير القرآن : ١٠ / ٣٨٤ ، ومجمع البيان : ١٠ / ٤٠٥ ، والجامع لأحكام القرآن : ٢٠ / ٢٣٩.
(٨) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ٣٩.