وقرأته أنا على أبي بكر : أن اليهود أتت النبي صلىاللهعليهوسلم فسألته عن خلق السموات والأرض؟ فقال : خلق الله تعالى الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلاثاء وخلق الشجر والماء والمدائن والعمارات يوم الأربعاء فهذه أربعة أيام ، فقال تعالى :
(قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ) [فصلت : ٩] ، ثم قال : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت : ١٠] ويقول : لمن سأل. وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة ـ صلوات الله عليهم ، إلى ثلاث ساعات بقيت منه ، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاث الآجال ، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينفع الناس ، وفي الثالثة خلق آدم عليهالسلام ، وأسكنه الجنة أمر الملائكة بالسجود له ، وأخرجه منها في آخر ساعة (١).
قالت اليهود : ثم ما ذا يا محمد؟ قال : ثم استوى على العرش ، قالوا : قد أصبت لو تممت ثم استراح يوم السبت. فغضب النبي صلىاللهعليهوسلم غضبا شديدا ، فنزلت (٢) : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٢٨) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) [ق : ٣٩].
قال أبو جعفر روي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه : أن الله تعالى خلق يوما واحدا فسماه (الأحد) ، ثم خلق ثانيا فسماه (الاثنين) ثم خلق ثالثا فسماه (الثلاثاء) ثم خلق رابعا فسماه (الأربعاء) ثم خلق خامسا فسماه (الخميس) ثم جمع الخلق فسماه (يوم الجمعة) (٣).
وروى عبد الله بن أبي رافع (٤) مولى أم سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : أخذ النبي صلىاللهعليهوسلم بيدي فقال : (خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق الجبال فيها يوم الأحد ، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين ، وخلق المكروه فيها يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم عليهالسلام بعد العصر في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل) (٥).
__________________
(١) ينظر جامع البيان : ٢٤ / ١١٨ ـ ١١٩ ، وتفسير القرآن العظيم : ٤ / ١٠١.
(٢) أسباب نزول الآيات : ٢٦٦.
(٣) ينظر معاني القرآن للنحاس : ٦ / ٢٤٥ ، وفتح القدير : ٤ / ٥٠٩.
(٤) من أهل المدينة يروي عن أبي هريرة وأم سلمة وأنس. ينظر ترجمته في : الثقات : ٥ / ٣٠ ـ ٣١ ، وتاريخ أسماء الثقات : ١٦٤.
(٥) صحيح مسلم : ٨ / ١٢٧ ، وصحيح ابن خزيمة : ٣ / ١١٧ ، ورياض الصالحين : ٧١٦.