رخام بنته لهم حمير |
|
إذا جاءه ماؤهم لم يرم |
والخمط : كل نبت قد أخذ طعما من المرارة ، هذا قول الزجاج (١) ، وقال أبو عبيدة (٢) :
الخمط : كل شجرة ذات شوك ، وقيل : الخمط : شجرة الأراك ، وهو قول ابن عباس (٣) ، والحسن وقتادة والضحاك (٤).
وأكله : ثمره ، يقال : أكل وأكل ، بضم الهمزة : فأما الأكل بالفتح فمصدر أكل (٥).
والأثل : الطرفاء : وقيل : خشب وهو قول الحسن ، والمعروف أن الأثل شجر يشبه الطرفاء (٦).
والسّدر : شجرة النبق ، وقيل : السّدر هاهنا السمر ، وهو شجر أم غيلان (٧).
وقرئ (ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) بالإضافة ، وهي قراءة أبي عمرو ، وقرأ الباقون (أُكُلٍ) بتنوين (أُكُلٍ)(٨) ، جعلوا (خَمْطٍ) بدلا من (أُكُلٍ) وهو بدل بعض من كل (٩).
حدثني (١٠) أبي عن عمه إبراهيم بن غالب عن القاضي منذر بن سعيد قال : حدثنا أبو النجم عصام بن منصور المرادي عن أبي بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال كان عمرو بن عامر فيما حدثني أبو زيد الأنصاري : رأى جرذا في سد مأرب الذي يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم فلمّا رأى ذلك علم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن ، وكاد قومه ؛ فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ، فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي ، وعرض أمواله ، فقال أشراف من أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو ، واشتروا أمواله ، ففعلوا ، وانتقل في ولده وولد ولده ، وقالت
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه : ٤ / ١٨٨.
(٢) مجاز القرآن : ٢ / ١٤٧.
(٣) تفسير ابن عباس : ٤١٠.
(٤) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٥٩.
(٥) ينظر معاني القرآن للنحاس : ٥ / ٤٠٨ ، وبحر العلوم : ٣ / ٧٠.
(٦) ينظر العين : ٨ / ٢٤١ (أثل) ، والمفردات في غريب القرآن : ١٠.
(٧) ينظر الصحاح : ٢ / ٦٨٠ ـ ٦٨١ (سدر) ، ومعالم التنزيل : ٦ / ٣٩٥.
(٨) المبسوط : ٣٦٢ ، والنشر : ٢ / ٣٥٠ ، ومصطلح الإشارات : ٤١١.
(٩) ينظر الحجة لأبي علي الفارسي : ٦ / ١٤ ـ ١٥.
(١٠) ينظر القصة كاملة في تاريخ دمشق : ٤٩ / ٢٢ ، وتفسير القرآن العظيم : ٣ / ٥٤٢ ، والدر المنثور : ٥ / ٢٣٢.