الأزد : لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم وخرجوا معه ، فساروا حتى نزلوا بلاد (عك) (١) ، فحاربهم عك ، فكانت حربهم سجالا ففي ذلك يقول عباس بن مرداس (٢) :
وعكّ بن عدنان الّذين تلعّبوا |
|
بغسّان حتّى طرّدوا كلّ مطرد. |
وغسان : ماء بسد مأرب ، كان شربا لولد مازن من بني الأزد بن الغوث ، فسموا به ، ويقال : غسان : ماء بالمشلل قريب من الجحفة (٣) ، قال حسان بن ثابت (٤) :
إمّا سألت فإنّا معشر نجب |
|
الأزد نسبتنا والماء غسّان |
قال : ثم ارتحلوا وتفرقوا في البلاد فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشّام ، ونزلت الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت خزاعة بطن مرّ ، ونزلت أزد السراة السراة ، ونزلت أزد عمان عمان ، ثم أرسل الله على السد السيل فهلك به ، ففيه أنزل الله على رسوله [٧٦ / و] محمد صلىاللهعليهوسلم (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ : ١٥].
قال : ويقال : من ولد عمر بن عامر (ربيعة بن نضر بن أبي حارثة بن عمرو) ومن ولد ربيعة (النعمان بن المنذر) (٥) ، فيما يقال ، وقالت العرب : (تفرقوا أيدي سبأ) (٦) ، فأجري هذا مثلا ، وأنشد الفراء (٧) :
عينا ترى النّاس إليها نسبا |
|
من صادر ووارد أيدي سبأ |
قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سبأ : ٢٠].
__________________
(١) عك : قبيلة يمنية ، وسميت بهذا الاسم من العك ، وهو شدة الحر.
ينظر معجم البلدان : ٤ / ١٤٢ ، ومعجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع : ١ / ٥٤.
(٢) البيت من شواهد ابن عساكر في تاريخ دمشق : ٤٩ / ٢٢ ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم : ٣ / ٥٤٢.
عك بن عدنان : وهو أبو قوم اليمن ، وهو أخو معد بن عدنان. الأنساب : ١ / ٢٨٥.
(٣) ينظر معجم البلدان : ٢ / ٣٢٩.
(٤) ديوانه : ٢٥١.
(٥) ينظر في خبرهم : الأخبار الطوال : ٥٥.
(٦) مجمع الأمثال : ١ / ٢٧٥ ، والمستقصى في أمثال العرب : ٢ / ٨٨.
(٧) معاني القرآن : ٢ / ٣٥٨ ، والبيت لدكين بن رجاء الفقيمي ، ينظر تاريخ دمشق : ١٧ / ٣٠٤ ، ومعجم الأدباء : ١١ / ١١٧.