[٥٩ / ظ] قرأ عاصم وحمزة من طريقة حفص والكسائي (لِلْكُتُبِ) وقرأ الباقون لِلْكتبِ (١).
ويختلف حكم (اللام) في قوله : (للكتاب) و (للكتب) بقدر اختلاف العلماء في معنى (السجل) :
فعلى مذهب من جعل (السجل) ملكا وكاتبا ف (اللام) يتعلق بنفس (طي) ؛ لأن الكتب مفعولة في المعنى ، وذلك أن التقدير : كما يطوي السّجلّ الكتاب أو الكتب ، وهذا القول : كضرب زيد لعمرو وأمّا على مذهب من جعل (السّجل) الصحيفة فتحتمل (اللام) وجهين :
أحدهما : أن يكون الكتاب بمعنى الكتابة ، والتقدير : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتابة التي فيه ، أي : من أجلها ؛ ليصونها الطّي ، وهذا كما تقول : فعلت ذلك لعيون الناس ، أي : من أجل عيون الناس.
والثاني : أن تعلّقها ب : (نَطْوِي) فيكون التقدير : يوم نطوي السماء للكتاب السابق بأنّها تطوى كطيّ السّجل ، أي : كطي الصّحيفة على ما فيها (٢).
ومن سورة الحج
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) [الحج : ١].
الزّلزلة : شدة حركة الأرض ، وزعم بعضهم : أن الأصل في (زلزل) : زلّ ، فضوعف للمبالغة ، وأهل البصرة يمنعون من ذلك يقولون (زلّ) ثلاثي ، و (زلزل) رباعي ، وإن اتفق بعض الحروف في الكلمتين ؛ لأنه لا يمتنع مثل هذا ، ألا ترى أنهم يقولون : دمث ودمثر ، وسبط وس بطر ، وليس أحدهما مأخوذا من الآخر ، وإن كان معناها واحدا ؛ لأنّ الزاي ليست من حروف الزيادة (٣).
والساعة : كناية عن القيامة. والعظيم : نقيض الحقير.
__________________
(١) ينظر السبعة : ٤٣١ ، والمبسوط : ٣٠٣ ، والتيسير : ١٥٥.
(٢) ينظر الحجة لأبي علي الفارسي : ٥ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.
(٣) ينظر جامع البيان : ١٧ / ١٥٠ ، تهذيب اللغة : ١٣ / ١٦٥.