على الحق من الباطل في صفة غيرهم من كلّ مخالف للحق.
والثّاني : أنّ المعنى كما فصّلنا ما تقدم من الآيات لكم نفصّله لغيركم (١).
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وليستبين سبيل المجرمين بالياء ورفع اللّام ، وقرأ نافع بالتّاء ونصب اللّام ، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وحفص عن عاصم بالتّاء ورفع اللّام (٢). فمن قرأ باليّاء وضمّ اللّام جعل (السّبيل) فاعلا وذكّره وهي لغة بني تميم (٣). ومن قرأ بالتّاء ونصب اللّام جعل المخاطب فاعلا ونصب (السّبيل) ؛ لأنّه مفعول تقديره : ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين (٤). ومن قرأ بالتّاء ورفع اللّام جعل (السّبيل) فاعلة وأنّثها [٣١ / و] وهي لغة أهل الحجاز (٥).
وقد روي في الشّاذ (٦). وليستبين سبيل بالياء وفتح اللّام على تقدير : وليستبين السّائل سبيل.
قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الأنعام : ٧٤].
الأصنام : جمع صنم ، والصّنم ما كان مصورا ، والوثن ما كان غير مصور (٧).
والآلهة : جمع إله ، كإزار وآزرة (٨).
وفي (آزر) ثلاثة أقوال (٩) :
أحدها : أنّه اسم أب إبراهيم ، وهو قول الحسن والسّدي وسعيد بن جبير وابن إسحاق.
والثاني : أنّه اسم صنم ، وهو قول مجاهد.
__________________
(١) ينظر جامع البيان : ٧ / ٢٧٣ ، ومجمع البيان : ٤ / ٣٩٣.
(٢) السّبعة : ٢٥٨ ، الحجة في القراءات السبع : ١٤١ ، والمبسوط : ١٩٥.
(٣) هذا قول الأخفش في معاني القرآن : ٢ / ٢٧٦.
(٤) هذا قول الزّجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٢ / ٢٠٥ ، والنّحاس في معاني القرآن : ٢ / ٤٣٢.
(٥) ينظر معاني القراءات : ١ / ٣٥٨ ، وحجّة القراءات : ٢٥٣.
(٦) ينظر المحتسب : ١ / ٢٠٩.
(٧) اللسان : ١٢ / ٣٤٩ (صنم).
(٨) اللسان : ١٣ / ٤٦٧ (أله).
(٩) ينظر هذه المسألة مفصلة في جامع البيان : ٧ / ٣١٥ ـ ٣١٦ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٢ / ٤٤٨ ، وزاد المسير : ٣ / ٤٩ ، والجامع لأحكام القرآن : ٧ / ٢٢ ، والبرهان في علوم القرآن : ١ / ١٥٩ ، والدر المنثور : ٣ / ٢٣.