مستحلا لذلك ؛ لأن المستحل لما حرم الله تعالى كافر ؛ لأنّه أحلّ ما حرم الله ، فالخلود إذا إنّما هو من هذه الطّريقة (١).
والعرب تتمدّح بإنجاز الوعد وخلف الوعيد ، ويروى عن أبي عمرو أنه سمع عمرو بن عبيد ينكر هذا فعابه عليه ، وأنشد :
وإنّي وإن أوعدته ووعدته |
|
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي (٢) |
وجاء في الحديث «من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجز له ومن أوعده على عمل عقابا فهو بالخيار إن شاء عذّب وإن شاء غفر له» (٣).
قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) [النساء : ٩٥].
قرأ نافع وابن عامر والكسائي غَيْر أُولِي الضَّرَرِ بالنّصب ، وقرأ الباقون بالرّفع (٤) ، وقرئ في غير السّبعة غَيْر بالجر (٥) فوجه النّصب : أنّه حال (٦) ، وإن شئت كان استثناء (٧).
وأمّا الرّفع : فعلى أنّه نعت لقوله : (الْقاعِدُونَ)(٨).
وأمّا الجرّ : فعلى أنّه نعت للمؤمنين (٩).
__________________
(١) ينظر معاني القرآن للنحاس : ٢ / ١٦٤ ، والنكت والعيون : ١ / ٥١٨ ـ ٥١٩ ، ومعالم التنزيل : ٢ / ٢٦٦ ـ ٢٦٨.
(٢) البيت لعامر بن الطفيل العامري كما في اللسان : ١٤ / ٢٢٣ (ختا). وهو من شواهد الأزهري في تهذيب اللغة : ٣ / ١٣٥.
(٣) ينظر كتاب السنة : ٤٥٢ ، ومسند أبي يعلى : ٦ / ٦٦ ، والجواهر الحسان : ٢ / ٣٦١. عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٤) السبعة : ٢٣٧ ، ومعاني القراءات : ١ / ٣١٦ ، وتلخيص العبارات : ٨٣ ، والنشر : ٢ / ٢٥١.
(٥) وهي قراءة الأعمش وأبو حيوة. إعراب القرآن النحاس : ١ / ٤٨٣ ، ومشكل إعراب القرآن : ١ / ٢٠٦ ، والبحر المحيط : ٤ / ٣٥ ، ومراح لبيد : ١ / ٢٢٠.
(٦) أجازه النحاس في إعراب القرآن : ١ / ٤٨٣ ، والباقولي في كشف المشكلات : ١ / ٣٢٠ ، وأبو البركات في البيان : ١ / ٢٦٥.
(٧) معاني القراءات : ١ / ٣١٦ ، والحجة في القراء السبعة : ٣ / ١٨٠ ، وحجة القراءات : ٢١٠ ، والكشف : ١ / ٣٩٦.
(٨) ينظر معاني القرآن للفراء : ١ / ٣٨٣ ، ومعاني القرآن للأخفش : ١ / ٢٤٤ ، والكشف : ١ / ٢٠٦ ، وإعراب القرآن لأبي طاهر : ق ٢٠٠ ، وشرح اللمع : ١ / ١٥٣.
(٩) إعراب القرآن للنحاس : ١ / ٤٨٣ ، ونظم الفرائد : ١٧٤ ، والفريد : ١ / ٧٨١.