وجمع (طاغوت) : طواغيت ، وطواغت ، وطواغ على حذف الزيادة ، وطواغي على العوض من الحذف (١).
فصل :
ويسأل عن معنى قوله : (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) والجواب : أن الظلمات هاهنا : الكفر ، والنور : الإيمان (٢).
وقال قتادة : من ظلمات الضلاله إلى نور الهدى (٣).
ويسأل عن قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ)
فقال : كيف يخرجونهم من النور وهم لم يدخلوا فيه؟
وفي هذا أربعة أجوبة (٤) :
أحدها : أنه كقول القائل : أخرجني أبي من ميراثه ، وهو لم يدخل فيه ، وإنما ذلك لأنه لو لم يعمل ما عمل لدخل فيه ، فصار لذلك بمنزلة الداخل فيه الذي أخرج عنه.
قال الشاعر :
فإن تكن الأيّام أحسنّ مرّة |
|
ليّ فقد عادت لهنّ ذنوب (٥). |
ولم يكن لها ذنوب من قبل ذلك.
والجواب الثاني : يروى عن مجاهد ، قال : نزلت في قوم ارتدوا عن الإسلام ، فكأنهم خرجوا من نور الإسلام بعدما دخلوا فيه.
والجواب الثالث : أنها نزلت في المنافقين ، كأنهم كانوا في نور بما أظهروه من الإسلام وخرجوا منه بما أبطنوه من الكفر.
والجواب الرابع : أنهم كانوا في نور ولدوا فيه ، فلما كبروا وكفروا خرجوا منه.
__________________
(١) اللسان : ٨ / ٤٤٤ (طوغ) ، والقاموس المحيط : ٤ / ٣٥٧.
(٢) جواهر الحسان : ٢ / ٣٦٥ ، وفتح القدير : ١ / ٢٧٧.
(٣) التبيان في تفسير القرآن : ٢ / ٣١٤ ، وزاد المسير : ٤ / ٢٥٣.
(٤) ينظر هذه المسألة في معاني القرآن للأخفش : ١ / ١٨١ ، والنكت والعيون : ١ / ٢٥٨ ، ومعالم التنزيل : ١ / ٣١٥.
(٥) البيت لكعب بن سعد الغنوي. العقد الفريد : ٣ / ٢١٧ ، وحقائق التأويل : ٢١٢ ، وأمالي المرتضى : ٣ / ٦١.