واحدا وهما اثنان ، كما قال الله تعالى : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) [التوبة : ٦٢] فرد الضّمير إلى واحد.
وقال الشاعر (١) :
أمّا الوسامة أو حسن النّساء فقد |
|
أوتيت منه أو أن العقل محتنك |
وهذا كثير في كلامهم.
فصل : [١٤ / و]
وممّا يسأل عنه أن يقال : لم خصّ الخاشع بأنّها لا تكبر عليه دون غيره؟
والجواب : أنّ الخاشع قد توطّأ له ذلك بالاعتياد له ، والمعرفة بما له فيه ، فقد صار لذلك بمنزلة من لا يشق فعله عليه ، ولا يثقل تناوله.
ويقال : لمن هذا الخطاب؟
والجواب : إنّه لأهل الكتاب على هذا أكثر أهل العلم. وقال بعضهم : هو لجميع المسلمين (٢).
فصل :[فيسأل عن قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ ،) ما معنى (هؤُلاءِ) هنا؟]
قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة : ٨٥]
فيسأل عن قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ ،) ما معنى (هؤُلاءِ) هنا؟ وكيف يتصل به (تَقْتُلُونَ؟) وما موضعه من الإعراب؟
فالجواب : إنّ فيه ثلاثة أقوال :
__________________
(١) البيت لعمرو بن الأهتم ، في تاج العروس : ٧ / ١٢٩. ومن غير نسبة في معاني القرآن للأخفش : ٢٥٣. احتنك الشيء : استولى عليه. ينظر اللسان : ١٠ / ٤١٧ (حنك).
(٢) ينظر أسباب نزول الآيات : ١٤.