أقول لمّا جاءني فجره |
|
سبحان من علقمة الفاجر (١) |
قال أبو العباس (٢) : أي براءة منه ، قال وهو معرفة علم خاص لا ينصرف للتعريف والزّيادة (٣) ، وقد اضطر الشاعر فنوّنه ، قال أمية (٤) :
سبحانه ثمّ سبحانا يعود له |
|
وقبلنا سبّح الجوديّ والجمد |
فصل :
وممّا يسأل عنه أن يقال ما (إذ)؟
والجواب : أنّها ظرف يدلّ على الزّمان الماضي (٥) ، فإن قيل : ما العامل فيها؟
قيل : فعل مضمر تقديره : أذكر إذ قال ربّك للملائكة (٦) ، فأمّا قول أبي عبيدة (٧) : إنّها زائدة ، واحتجاجه على ذلك بقول الأسود بن يعفر (٨) :
فإذا وذلك لامهاة لذكره |
|
والدّهر يعقب صالحا بفساد |
فغلط من قبل أنّ معنى الأصل منه مفهوم ، فلا يحكم بالزّيادة وعنها مندوحة ، وتأويل وإذا وذلك : فإذا ما نحن فيه وذلك فكأنّه قال : فإذا هذا وذلك ، فأشار إلى الحاضر والغائب.
ولا يجب أن يقدّم على القول بالزّيادة في القرآن ما وجد عنها مندوحة (٩).
__________________
(١) هو علقمة بن علاثة ، صحابي ، قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو شيخ فأسلم وبايع ، استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على حوران فمات بها. ينظر الأغاني : ١٥ / ٥٥ ، والخزانة : ٢ / ٤٢ ـ ٤٤.
(٢) ينظر المقتضب : ٣ / ٢١٨.
(٣) قال ابن الشجري في أماليه : ٢ / ١٠٧ (لما صار علما للتسبيح ، وانضم إلى العلمية الألف والنون الزائدتان ، تنزل منزلة" عثمان" فوجب ترك صرفه).
(٤) ديوانه : ٣٠ ، والكتاب : ١ / ١٦٤. وهو أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة. ينظر الشعر والشعراء : ٣٠٥.
(٥) ينظر الكتاب : ٢ / ٤٤ ، وإعراب القرآن للنحاس : ١ / ١٥٦ ، والتبيان في إعراب القرآن : ١ / ٤٦ ، ودراسات لأسلوب القرآن : ١ / ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٦) ينظر مشكل إعراب القرآن : ١ / ٨٥.
(٧) ينظر مجاز القرآن : ١ / ٣٦ ـ ٣٧ ، ٩٣ ، ١٨٣ ، وتأويل مشكل القرآن : ٢٥٢ ، وتفسير غريب القرآن : ٤٥ ، والفريد في إعراب القرآن المجيد : ١ / ٢٦٣.
(٨) جاهلي ، من بني حارثة ، يكنى أبا الجراح. ينظر الشعر والشعراء : ١٥٧. البيت منسوب إليه في المفضليات : ٢٢٠ ، والنكت والعيون : ١ / ٩٣.
(٩) ينظر معاني القرآن وإعرابه : ١ / ١٠٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : ١ / ١٥٦.