وأصل السّفك : صبّ الدم ، كذا قال صاحب العين (١) ، وقد يقال : سفك الكلام أي : نثره ، [٩ / ظ] ورجل سفّاك الدّماء سفّاك الكلام ، قال الشّاعر (٢) :
إذا ذكرت يوما من الدّهر |
|
على فرع ساق أذرت الدّمع سافكا |
واختلف في وزن (دم) (٣) ؛ فقال بعضهم : دميّ على وزن (فعل) واحتج بقول الشّاعر (٤) :
فلو أنّا على حجر ذبحنا |
|
جرى الدّميان بالخبر اليقين |
وقيل : وزنه (فعل) ، والأصل فيه (دمي) وإنّما الشّاعر لمّا ردّ الياء في التّثنية ؛ لقلة الاسم حرّكه ؛ ليعلم أنّه كان متحركا قبل ذلك ، ويقال للقطعة من الدّم (دمة) ، ذكره صاحب العين (٥).
والتّسبيح : التّنزيه لله تعالى ، يقال : سبّح يسبّح تسبيحا. والسّبّوح : المستحق للتّنزية والتّعظيم (٦). والقدّوس : المستحق للتّطهير ، والتّقديس : التّطهير ، وقد حكى سيبويه (٧) أن منهم من يقول : سبّوح قدّوس بالفتح ، والضّم أكثر في الكلام ، والفتح أقيس ؛ لأنه ليس في الكلام (فعّول) إلّا سبّوحا وقدّوسا (وذرّوحا) لواحد الذّراريح (٨) ، يقال : ذرحرح حكاه سيبويه (٩) :
و (سبحان) اسم للمصدر ، ومعناه التّنزيه ، قال الأعشى (١٠) :
__________________
(١) العين : ٥ / ٣١٥ (سفك).
(٢) لم أقف على قائله.
(٣) ينظر العين : ٨ / ١٥ ، والصحاح : ٦ / ٢٣٤٠.
(٤) ورد الشاهد منسوبا لمرداس بن عمر في الوحشيات ، لأبي تمام : ٨٥ ، ولعلي بن بدال (من بني سليم) في الخزانة : ١ / ١٢٩ ، ٣ / ٣٥١ ، ٣٤٩. وورد غير منسوب في الإبدال ، لأبي الطيب اللغوي : ٢ / ٥٠٣. واللسان : ١٤ / ٢٦٩ (دمى).
(٥) ينظر العين : ٨ / ١٥ (دمى) ، والصحاح : ٦ / ٢٣٤٠ (دمى).
(٦) ينظر الصحاح : ١ / ٣٧٢ (سبح) ، واللسان : ٢ / ٤٧٢ (سبح).
(٧) ينظر الكتاب : ٢ / ٣٢٩ ، وغريب القرآن ، لابن قتيبة : ٨.
(٨) ينظر الصحاح : ٣ / ٦٩١ (قدس).
(٩) الكتاب : ٢ / ٣٥٣.
(١٠) ديوانه : ١٤٣. والكتاب : ١ / ١٦٣ ، والبصريات : ١ / ٤١٠ ، والخصائص : ٢ / ٣٩٧. والأعشى هو : سعد ابن ضبيعة بن قيس ، يكنى أبا بصير. ينظر الشعر والشعراء : ١٥٩.