التّوصل إلى الابتداء ، فبأي حركة توصل إليه جاز ، وبعض العرب يفتح هذه الباء وهي لغة ضعيفة (١).
مسألة :
[٣ / ظ] ومما يسأل عنه أن يقال : ما وزن (اسم) وما اشتقاقه؟
والجواب : أنّه قد اختلف فيه (٢) ، فذهب البصريون إلى أنّه من (السّمو) ؛ لأنّه سما من مسمّاه ، فبينه وأوضح معناه.
وذهب الكوفيون إلى أنه من (السّمة) ؛ لأنّ صاحبه يعرف به. وقول البصريين أقوى في التّصريف ، وقول الكوفيين أقوى في المعنى.
فممّا يدلّ على صحّة قول البصريين (٣) قولهم في التّصغير : (سميّ) ، وفي الجمع : (أسماء) وجمع الجمع : (أسام) ، ولو كان على ما ذهب إليه الكوفيون ، لقيل في تصغيره : (وسيم) ، وفي جمعه : (أوسم) وفي امتناع العرب من ذلك دلالة على فساد ما ذهبوا إليه.
وأيضا فإنّا لم نر ما حذفت فاؤه دخلت فيه همزة الوصل ، وإنما تدخل فيه تاء التأنيث ، نحو : عدة وزنة.
وقد قيل (٤) : هو مقلوب جعلت الفاء مكان اللّام ، كأنّ الأصل : (وسم) ثم أخّرت الواو وأعلّت ، كما قالوا : (طاد) ، والأصل : (واطد)
قال القطامي (٥) :
ما اعتاد حبّ سليمى حين معتاد |
|
ولا تقضّى بواقي دينها الطّادي |
فوزنه على هذا (عالف). وكذا قيل (٦) في (حادي عشر) : أنه مقلوب من واحد ، ووزن اسم (إعل) أو (افع) والأصل : (سمو ، أو سمو) بإسكان الميم فأعلّ على غير قياس ، وكان
__________________
(١) ينظر سر صناعة الأعراب : ١ / ١٤٤.
(٢) ينظر المقتضب : ١ / ٢٢٩ ، والمنصف : ١ / ١٦٠ ، والأنصاف : ١ / ٦ ، والتبيين عن مذاهب النحويين : ١٣٢ ، ومسائل خلافية في النحو : ٥٩.
(٣) ينظر الجامع لأحكام القرآن : ١ / ١٠١ ، ومغني اللبيب : ١ / ١١ ، والجواهر الحسان : ١ / ١٥٩.
(٤) ينظر معاني القرآن للنحاس : ١ / ٥١ ، ومجمع البيان : ١ / ٥٠.
(٥) ديوانه : ٧٤ ، وهو : عمير بن شييم من بني تغلب. ينظر : الشعر والشعراء : ٤٨٦.
(٦) ينظر اللسان : ١٤ / ١٦٩ (وحد).