بنظام الإمامة.
أيا راكبا نحو المدينة جسرة |
|
عذافرة تطوي له كل سبسب (١) |
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا |
|
فقل لولي الله وابن المهذب |
ألا يا ولي الله وابن وليه |
|
أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي |
إليك من الذنب الذي كنت مطنبا |
|
أجاهد فيه دائبا كل معرب |
وما كان قولي في ابن خولة دائبا |
|
معاندة مني لنسل المطيب |
ولكن روينا عن وصي محمد |
|
ولم يك فيما قال بالمتكذب |
بأن ولي الله يفقد لا يرى |
|
سنين كفعل الخائف المترقب |
فتقسم أموال الفقيد كأنما |
|
تغيبه بين الصفيح المنصب (٢) |
فإذ قلت لا فالحق قولك والذي |
|
تقول فحتم غير ما متعصب |
بأن ولي الله والقائم الذي |
|
تطلع نفسي نحوه وتطربي |
له غيبة لا بد أن سيغيبها |
|
فصلى عليه الله من متغيب |
وفي هذا الشعر دليل على رجوع السيد رحمهالله عن مذهب الكيسانية وقوله بإمامة الصادق جعفر بن محمد ع ووجود الدعوة ظاهر من الشيعة في أيام أبي عبد الله ع إلى إمامته والقول بإمامة صاحب الزمان وغيبته ع وأنها إحدى علاماته وهو صريح قول الإمامية الاثني عشرية.
قلت رجوع السيد عن كيسانيته بقول الصادق ع أمر مشهور وبالسنة الرواة ونقلة الآثار مذكور في ديوان شعره مثبت مسطور وفي صحائف الدهر مرقوم مزبور وكفى قوله شاهدا على صحة هذه الدعوى تجعفرت باسم الله والله أكبر وهي مشهور منقولة.
__________________
(١) ناقة جسرة : ماضية وقيل طويلة ضخمة وقد تقدم. والعذافرة ـ بضم العين ـ : الناقة الشديدة الأمينة الوثيقة الظهيرة وقيل : الناقة الصلبة القوية. والسبسب : المفازة أو الأرض المستوية البعيدة.
(٢) الصفيح : السماء. والمنصب : المرتفع.