بضد ذلك فأما تسليم البعض ومنع البعض فإنه ترجيح من غير مرجح اللهم إلا إن يكونوا نقلوا شيئا لم يصل إلينا في إمضاء ذلك وفي قوله فغلبه عليها علي دليل واضح على ما ذهب إليه أصحابنا من توريث البنات دون الأعمام فإن عليا علیهما السلام لم يغلب العباس على الصدقة من جهة العمومة إذ كان العباس أقرب من علي في ذلك وغلبته إياه على سبيل الغلب والعنف مستحيل أن يقع من علي في حق العباس ولم يبق إلا أنه غلبه عليها بطريق فاطمة وبنيها ع.
وقول علي علیهما السلام كنا نرى أن لنا في هذه الأمر حقا فاستبددتم علينا فتأمل معناه يصح لك مغزاه (١) ولا حاجة بنا إلى كشف مغطاه.
وروى أحمد بن حنبل رحمهالله عليه في مسنده ما يقارب ألفاظ ما رواه الحميدي ولم يذكر حديث علي وأبي بكر ومجيئه إليه في هذا الحديث.
وَرَوَى ابْنُ بَابَوَيْهِ مَرْفُوعاً إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (٢) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَا فَاطِمَةُ لَكِ فَدَكُ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مِثْلَهُ.
وَعَنْ عَطِيَّةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دَعَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَاطِمَةَ علیهما السلام فَأَعْطَاهَا فَدَكَ.
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ أَقْطَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَاطِمَةَ علیهما السلام فَدَكَ (٣).
وَعَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیهما السلام قَالَ قُلْتُ أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم أَعْطَى فَاطِمَةَ علیهما السلام فَدَكَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَقَفَهَا فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم حَقَّهَا قُلْتُ رَسُولُ اللهِ أَعْطَاهَا قَالَ بَلِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَاهَا وقد تظاهرت الرواية من طرق أصحابنا بذلك وثبت أن ذا القربى علي
________________
(١) مغزى الكلام : مقصده.
(٢) الروم : ٣٨.
(٣) من قولهم اقطع الامام الجند البلد : جعل لهم غلته رزقا.