الدَّارِ وَكَانَ لِوَاءُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَكَانَ يُدْعَى كَبْشَ الْكَتِيبَةِ قَالَ وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام وَجَاءَ حَتَّى قَامَ تَحْتَ لِوَاءِ الْأَنْصَارِ قَالَ فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى أَصْحَابِ اللِّوَاءِ فَقَالَ يَا أَصْحَابَ الْأَلْوِيَةِ إِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ إِنَّمَا يُؤْتَى الْقَوْمُ مِنْ قِبَلِ أَلْوِيَتِهِمْ كَمَا أُوتِيتُمْ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ قِبَلِ الْأَلْوِيَةِ فَإِنْ ضَعَفْتُمْ عَنْهَا فَادْفَعُوهَا إِلَيْنَا نَكْفِكُمْ أَمْرَهَا فَغَضِبَ طَلْحَةُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ أَلَنَا تَقُولُ هَذَا وَاللهِ لَأُورِدَنَّكُمْ بِهَا الْيَوْمَ حِيَاضَ الْمَوْتِ فَلَقِيَ طَلْحَةُ عَلِيّاً وَتَقَارَبَا وَاخْتَلَفَ بَيْنَهُمَا ضَرْبَتَانِ فَضَرَبَهُ عَلِيٌّ عَلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ فَبَدَرَتْ عَيْنُهُ وَصَاحَ صَيْحَةً عَظِيمَةً وَسَقَطَ اللِّوَاءُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ مُصْعَبٌ أَخُوهُ فَرَمَاهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَتَلَهُ ثُمَّ أَخَذَهُ أَخُوهُ عُثْمَانُ فَرَمَاهُ عَاصِمٌ أَيْضاً فَقَتَلَهُ فَأَخَذَهُ عَبْدٌ لَهُمْ اسْمُهُ صَوَابٌ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فَضَرَبَ عَلِيٌّ يَدَهُ فَقَطَعَهَا فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ الْيُسْرَى فَضَرَبَهُ فَقَطَعَهَا فَأَخَذَ اللِّوَاءَ عَلَى صَدْرِهِ وَجَمَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَهُمَا مَقْطُوعَتَانِ فَضَرَبَهُ عَلِيٌّ علیهما السلام عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَسَقَطَ سَرِيعاً وَانْهَزَمَ الْقَوْمُ وَأَكَبَّ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْغَنَائِمِ وَرَأَى أَصْحَابُ الشِّعْبِ النَّاسَ يَغْنَمُونَ فَخَافُوا فَوْتَ الْغَنِيمَةِ فَاسْتَأْذَنُوا رَئِيسَهُمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ حَرَامٍ فِي أَخْذِ الْغَنَائِمِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم أَمَرَ بِي أَنْ لَا أَبْرَحَ مِنْ مَوْضِعِي فَقَالُوا إِنَّهُ قَالَ ذَلِكَ وَهُوَ لَا يَدْرِي أَنَّ الْأَمْرَ يَبْلُغُ مَا تَرَى وَمَالُوا إِلَى الْغَنَائِمِ وَتَرَكُوهُ وَلَمْ يَبْرَحْ هُوَ مِنْ مَوْضِعِهِ.
فَحَمَلَ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَتَلَهُ وَجَاءَ مِنْ ظَهْرِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم فَنَظَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم قَدْ حَفَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ دُونَكُمْ وَهَذَا الَّذِي تَطْلُبُونَ فَحَمَلُوا حَمَلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ ضَرْباً بِالسُّيُوفِ وَطَعْناً بِالرِّمَاحِ وَرَمْياً بِالنِّبَالِ وَرَضْخاً بِالْحِجَارَةِ وَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم يُقَاتِلُونَ عَنْهُ حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً وَثَبَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبُو دُجَانَةَ وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ لِلْقَوْمِ يَدْفَعُونَ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ وَكَانَ قَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَى عَلِيٍّ علیهما السلام فَقَالَ يَا عَلِيُّ مَا فَعَلَ النَّاسُ قَالَ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَوَلَّوُا الدُّبُرَ فَقَالَ فَاكْفِنِي هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَصَدُوا نَحْوِي فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَكَشَفَهُمْ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ وَقَدْ قَصَدُوهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى فَكَرَّ عَلَيْهِمْ فَكَشَفَهُمْ وَأَبُو دُجَانَةَ