المتعارضين.
ولكن نلاحظ على ذلك :
أوّلا : ان الظاهر منها ارادة التوسعة والتخيير الواقعي لا التخيير الظاهري بين الحجتين لظهور كلّ من سؤال الراوي وجواب الامام في ذلك ، أمّا ظهور السؤال فلأنه مقتضى التنصيص من قبله على الحكم الذي تعارض فيه الخبران الظاهر في استعلامه عن الحكم الواقعي ، على ان قوله «فاعلمني كيف تصنع انت لاقتدي بك» كالصريح في ان السؤال عن الحكم الواقعي للمسألة ، فيكون مقتضى التطابق بينه وبين الجواب كون النظر في كلام الامام عليهالسلام إلى ذلك ايضا ، إذ لا وجه لصرف النظر مع تعيين الواقعة عن حكمها الواقعي إلى الحكم الظاهري العام ، وامّا ظهور الجواب في التخيير الواقعي فباعتبار انه المناسب مع حال الامام عليهالسلام العارف بالاحكام الواقعية والمتصدّي فيما إذا كان السؤال عن واقعة معيّنة بالذات.
وثانيا : لو تنزّلنا وافترضنا ان النظر إلى مرحلة الحكم الظاهري والحجية فلا يمكن ان يستفاد من الرواية التخيير في حالات التعارض المستقرّ ، لان موردها التعارض بين مضمونين بينهما جمع عرفي بحمل النهي (١) على الكراهة بقرينة الترخيص (٢) فقد يراد بالتخيير حينئذ التوسعة
__________________
(١) وهو «لا تصلّهما إلّا على الارض».
(٢) وهو «صلّهما في المحمل» ، فيكون مقتضى الجمع العرفي : لك ان تصليهما على غير الأرض ـ كالمحمل مثلا ـ لكنه مكروه ـ أي قليل الثواب ـ ، والاحسن ان تصليهما على الأرض.