بلا فصل ، ولعمري إنّ المنكر لما قلناه مصداق قوله تعالى (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها (١) فقد روي الكليني عن أحمد بن عيسى (٢). قال : حدثني جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهمالسلام في قوله عزوجل (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) قال : لمّا نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجد المدينة
__________________
ـ وقال آية الله السيد شرف الدين ـ طاب ثراه ـ في المراجعة ٤٢ بعد سرده عدة نكت قلت : عندي في ذلك نكتة ألطف وأدق وهي أنه إنما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقيا منه تعالى على كثير من الناس فان شانئي على (ع) وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد. إذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في التمويه ولا ملتمس في التضليل فيكون منهم بسبب يأسهم حينئذ ما تخشى عواقبه على الإسلام فجائت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتقاء من معرتهم ، ثم كانت النصوص بعدها تترى بعبارات مختلفة ومقامات متعددة وبث فيهم أمر الولاية تدريجا تدريجا حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة جريا منه صلىاللهعليهوآلهعلى عادة الحكماء في تبليغ الناس ما يشق عليهم ولو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد لجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ، وهذه الحكمة مطردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين كما لا يخفى ، وقد أوضحنا هذه الجمل وأقمنا عليها الشواهد القاطعة والبراهين الساطعة في كتابينا. سبيل المؤمنين ـ وتنزيل الايات ، والحمد لله على الهداية والتوفيق والسّلام انتهى.
(١) النحل ٨٣.
(٢) الحديث رواه في أصول الكافي كتاب الحجة باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية الحديث ٧٧ وهو في مرآت العقول ج ١ ص ٣٣٢ وفي الوافي ص ٢١٥ من الجزء الثاني وفي الشافي شرح ملا خليل القزويني على أصول الكافي ١١٢ من الجزء الثالث من كتاب الحجة المجلد الأول ، وشرح ملا صالح المازندراني ج ٧ ص ٩٢ والبرهان ج ١ ص ٤٧٩ الحديث ١ ونور الثقلين ج ١ ص ٥٣٤ الرقم ٢٦٠ والبحار ج ٧ ص ١٠٤ وضمير ولكنا نتولده راجع إلى محمد (ص) وإرجاعه إلى على (ع) بعيد لفظا ومعنى.
ثم إنه ربما يختلج ببالك أنه كيف يصح ذلك وسورة النحل التي فيها آية ٨٣ (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) مكية ، وآية الولاية مدنية ، والجواب أنه ليس من المسلم كون سورة ـ