الليل ، والكلام في عطف عشيّا على السموات والأرض بما عرفت سابقا لكن ثبوت الصلاة على الوجه المذكور في السموات غير معلوم أولا أن يقال : باشتراك الصلاة فيهما ، وفيه نظر لاقتضائه عطف عشيّا وحين تظهرون على السموات ، وهو غير مناسب مع أنّ ثبوت الصلاة على الوجه المذكور في السموات غير معلوم. فالأولى جعل التسبيح وحدة كناية عن الصلاة ، ويكون جملة وله الحمد اعتراضيّة ، وعشيّا معطوف على حين تمسون كما أشرنا سابقا.
لا يقال : يمكن أن يحتجّ بهذه الآية على اختصاص الوجوب في الصلوات بأوّل الوقت على التضييق كما أشرنا سابقا إليه لتقييد الوجوب بالحينيّة المختصّة بحال الدخول في المساء والصباح.
لأنّا نقول : الحينيّة إشارة إلى أوّل الوقت والتوسعة تعلم من غيرها من الآيات والأخبار.
الرابعة : (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) (١).
(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) من كفرهم بتوحيد الله تعالى وجحدهم لنبوّتك وأذاهم إيّاك بكلام يسمعونك إيّاه ويثقل عليك ، وقد زعم الكلبيّ ومقاتل أنّها منسوخة بآية القتال قال في التبيان : وليس بذاك لأنّ كلاهما معمولا بها في موضعها.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) وصلّ ملتبسا بحمد ربّك : أى وأنت حامد له على هدايته وتوفيقه.
(قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) إشارة إلى صلاة الفجر.
(وَقَبْلَ غُرُوبِها) إشارة إلى العصر وحدها ، ويحتمل أن يراد به الظهر والعصر لأنّهما في النصف الأخير من النهار.
__________________
(١) طه ١٣٠.