فأمّا طعن النسائي ؛ فلأنّه نال منه
جفاءٌ في مجلسه ، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما .
فقال الخليلی : كلام النسائي فيه تحامل
، وقال ابن العربی المالكی : هذا يحطّ من النسائي أكثر ممّا يحطّ ابن
صالح ، وقال الذهبي : آذی النسائي نفسه بكلامه فيه .
وأمّا طعن ابن معين ، فابن حِبّان حاول
تنزيه ابن معين وابن صالح معاً ، فادّعی أنّ الذي كذّبه ابن معين هو : أحمد
بن صالح المكی الشمومی وليس أحمد ابن صالح المصری .
وأمّا الذهبي ، فقد انتقد ابن معين بشدّهٍ
، فقال : «ومن نادر ما شذَّ به ابن معين كلامه في أحمد بن صالح حافظ مصر ، فإنّه تكلَّم
فيه باجتهاده ...» .
قلت
:
بل إنّ القوم كلّهم يتكلّمون في الرجال
ـ قدحاً أو مدحاً ـ باجتهاداتهم ، وليس عندهم موازين ثابته في الباب ، وهذا ما نريد
التأكید عليه بما تقدّم وياتی.
التوسّع
في اشتراط الضبط :
ثمّ إنّهم ـ وإنِ اشترطوا الضبط في الراوي
ـ قد توسّعوا في هذا الشرط متی ما شاءوا توثيق الرجل وقبول روايته ، لكونه
من رجال الصحاح ، أو من مشاهير
__________________