عليهم رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، والغضب يبصر في وجهه فقال : ما تریدون من علیّ؟! إنّ عليّاً مني وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي (١).
وكذلك حديث بريده ولفظه في ص ٣٥٦ من الجزء الخامس من مسند أحمد ، قال : بعث رسول اللّٰه بعثين إلی اليمن ، علی أحدهما عليّ بن أبي طالب ، وعلی الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعليّ علی الناس (٢) ، وإن افترقتم فكلّ واحد منكما علی جنده ..
قال : فلقينا بني زبيده من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون علی
__________________
(١) أخرجه غير واحد من أصحاب السُنن :
كالإمام النسائي في خصائصه العلويه.
وأحمد بن حنبل من حديث عمران في أوّل ص ٦٠٦ من الجزء الخامس من مسنده.
والحاكم في ص ١١١ من الجزء ٣ من المستدرك.
والذهبي في تلخيص المستدرك مسلّماً بصحّته علی شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبه ، وابن جرير ، وصحّحه في ما نقل عنهما المتّقی الهندی في أوّل ص ١٤٢ من الجزء ١٣ من كنز العمّال.
وأخرجه أيضاً الترمذي بإسناد قویّ ، في ما ذكره العسقلاني في ترجمة عليّ من إصابته.
ونقله علّامه المعتزله في ص ١٧١ من المجلّد التاسع من شرح النهج ، ثمّ قال : رواه أبو عبد اللَّه أحمد في المسند غير مرّه ، ورواه في كتاب فضائل عليّ ، ورواه أكثر المحدّثين.
(٢) ما أمّر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم أحداً علی عليّ مدّه حياته ، بل كانت له الإمره علی غيره ، وكان حامل لوائه في كلّ زحف ، بخلاف غيره ؛ فإنّ أبا بكر وعمر كانا من أجناد أُسامه ، وتحت لوائه الذي عقده له رسول اللّٰه حين أمّره في غزوه «مؤته» ، وعبّأهما بنفسه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم في ذلك الجيش بإجماع أهل الأخبار ..
وقد جعلهما أيضاً من أجناد ابن العاص في غزوه «ذات السلاسل» ، ولهما قضیه في تلك الغزوه مع أميرهما عمرو بن العاص ، أخرجها الحاكم في ص ٤٣ من الجزء ٣ من المستدرك ، وأوردها الذهبي في تلخيصه مصرّحاً بصحّه ذلك الحديث ، أمّا عليّ فلم يكن مأموراً ولا تابعاً لغير النبيّ منذ بعث إلی أن قبض صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم.