وناجاه ، ثم نزلت الرخصة فكان علي رضي الله عنه يقول : آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وهي آية المناجاة.
[٢١٥٢] وروي عن علي رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية دعاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «أما ترى دينارا» قلت : لا يطيقونه ، قال : «فكم» قلت : حبة أو شعيرة ، قال : «إنك لزهيد» ، فنزلت : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) ، قال علي رضي الله تعالى عنه فبي قد خفف الله عن هذه الأمة.
(ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ) ، يعني تقديم الصدقة على المناجاة ، (وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، يعني الفقراء الذين لا يجدون ما يتصدقون به معفو عنهم.
(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٥) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٦))
(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا) قال ابن عباس : أبخلتم؟ والمعنى : أخفتم العيلة والفاقة إن قدمتم ، (بَيْنَ يَدَيْ
__________________
[٢١٥٢] ـ ضعيف. أخرجه الترمذي ٣٣٠٠ وابن أبي شيبة ١٢ / ٨١ ـ ٨٢ وأبو يعلى ٤٠٠ وابن حبان ٦٩٤١ والعقيلي في «الضعفاء» ٣ / ٢٤٣ من طريق عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب.
ـ وأخرجه الطبري ٣٣٧٩٦ وابن حبان ٦٩٤٢ والنسائي في «الخصائص» ١٥٢ من طريقتين عن سفيان الثوري بالإسناد المذكور.
ـ وأخرجه ابن عدي في «الكامل» ٥ / ٢٠٤ من طريق شريك عن عثمان المغيرة به.
ـ وفي إسناده علي بن علقمة. قال العقيلي : قال البخاري : في حديثه نظر.
ـ وفي «الميزان» ٥٨٩٣ : وقال ابن المديني : لا أعلم له راويا غير سالم ا ه.
ـ وهذه إشارة إلى أنه مجهول.
ـ وقال عنه ابن حبان في «المجروحين» ٢ / ١٠٩ : منكر الحديث يروي عن علي بما لا يشبه حديثه ، فلا أدري سمع منه ، أو أخذ ما يروي عنه عن غيره. والذي عندي ترك الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من أصحاب علي ا ه.
ـ وتابعه ابن أبي ليلى عند الحاكم ٢ / ٤٨١ ـ ٤٨٢ وصححه الحاكم على شرطهما! ووافقه الذهبي! ـ والصواب أن فيه يحيى بن المغيرة السعدي ، وهو لم يرو له الشيخان ، ولا أحدهما ، لكن وثقه أبو حاتم وابن حبان ، وللحديث علة أخرى ، وهي الإرسال ، حيث رواه ابن أبي ليلى بصيغة الإرسال ، وهو كثير الإرسال ، ثم وقع تخليط في هذه الرواية ، فقد جعله من كلام النبي صلىاللهعليهوسلم بدل كونه من كلام علي ، وهذا دليل على أنها رواية واهية ، ليست بشيء.
ـ وأخرج عبد الرزاق في «التفسير» ٣١٧٨ والطبري ٣٣٧٨٩ و ٣٣٧٩١ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٢٦٦ من طريق مجاهد عن علي بن أبي طالب قال : آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ، ولن يعمل بها أحد غيري ، آية النجوى : كان لي دينار ، فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قدمت درهما ، فنسخت بالآية الأخرى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) الآية.
ـ وإسناده ضعيف لانقطاعه بين مجاهد وعلي.
ـ الخلاصة : هو خبر ضعيف ، ولا يحتج بمثل هذه الأخبار في هذه المواضع ، فلا يثبت بمثل ذلك سبب نزول ، ولا كونها خاصة.
ـ وانظر «أحكام القرآن» ٢٠٥٦ و ٢٠٥٧ بتخريجي.