(أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) (٢٠) ، مطبقة عليهم أبوابها لا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم ، قرأ أبو عمرو وحمزة وحفص بالهمزة هاهنا ، وفي الهمزة [٨] وقرأ الآخرون بلا همز وهما لغتان ، يقال : آصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته ، وقيل : معنى الهمزة المطبقة وغير الهمزة المغلقة.
سورة الشمس
مكية [هي خمس عشرة آية](١)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤))
(وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (١) ، قال مجاهد والكلبي : ضوءها ، الضحى : حين تطلع الشمس ، فيصفو ضوؤها. قال قتادة : هو النهار كله. وقال مقاتل : حرها ، كقوله في «طه» (وَلا تَضْحى) ، يعني لا يؤذيك الحر.
(وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) (٢) ، تبعها وذلك في النصف الأول من الشهر إذا غربت الشمس ، تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور. وقال الزجاج : وذلك حين استدار يعني كمل ضوؤه فصار تابعا للشمس في الإنارة وذلك في الليالي البيض.
(وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) (٣) ، يعني إذا جلى الظلمة كناية عن غير مذكور لكونه معروفا.
(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) (٤) ، يعني يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق.
(وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨))
(وَالسَّماءِ وَما بَناها) (٥) ، قال الكلبي ومن بناها وخلقها كقوله : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) ، أي من طاب قال عطاء : يريد والذي بناها ، وقال الفراء والزجاج : (ما) بمعنى المصدر ، أي وبنائها كقوله ؛ (بِما غَفَرَ لِي رَبِّي) [يس : ٢٧].
(وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) (٦) ، بسطها.
(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) (٧) ، عدل خلقها وسوى أعضاءها قال عطاء يريد جميع ما خلق من الجن والإنس.
(فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٨) ، قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة : بيّن لها الخير والشر.
وقال في رواية عطية : علمها الطاعة والمعصية. وروى الكلبي عن أبي صالح عنه : عرّفها ما تأتي من الخير
__________________
(١) زيد في المطبوع.