معناه : إذا نودي للصلاة فانهضوا لها. وقال مجاهد وأكثر المفسرين : معناه إذا قيل لكم انهضوا إلى الصلاة وإلى الجهاد وإلى مجالس كل خير وحق فقوموا لها ولا تقصروا ، (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) ، بطاعتهم لرسوله صلىاللهعليهوسلم وقيامهم من مجالسهم وتوسعتهم لإخوانهم ، (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ، من المؤمنين بفضل علمهم وسابقتهم (١) ، (دَرَجاتٍ) ، فأخبر الله عزوجل أن رسوله صلىاللهعليهوسلم مصيب فيما أمر وأن أولئك المؤمنين مثابون فيما ائتمروا ، وأن النفر من أهل بدر مستحقون لما (٢) عوملوا من الإكرام ، (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
قال الحسن : قرأ ابن مسعود هذه الآية وقال : [يا] أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبكم (٣) في العلم فإن الله تعالى يقول : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) المؤمن العالم فوق الذي لا يعلم درجات.
[٢١٤٨] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان ثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي أنا محمد بن يونس القرشي أنا عبد الله بن داود ثنا عاصم بن رجاء بن حيوة حدثني داود بن جميل عن كثير بن قيس قال : كنت جالسا (٤) مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاء رجل فقال : يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول عليهالسلام في حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : ما كانت لك حاجة غيره؟ قال : لا ، قال : ولا جئت لتجارة؟ قال : لا ، قال : ولا
__________________
[٢١٤٨] ـ حسن بشواهده وطرقه.
ـ إسناده ضعيف جدا ، فيه محمد بن يونس ، وهو الكديمي متروك ، وداود ، وكثير ضعيفان ، وقد توبع الكديمي عند أبي داود وغيره ، وللحديث طريق أخرى ، ولأكثره شواهد.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٩ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو داود ٣٦٤١ وابن ماجه ٢٢٣ والدارمي ١ / ٩٨ وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» ص ٣٩ و ٤٠ وابن حبان ٨٨ والطحاوي في «المشكل» ٩٨٢ من طرق عن عبد الله بن داود به.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ١٩٦ والترمذي ٢٦٨٢ وابن عبد البر ص ٣٧ و ٣٨ و ٤١ من طرق عن عاصم بن رجاء به.
ـ وأخرجه أبو داود ٣٦٤٢ من طريق الوليد قال : لقيت شبيب بن شيبة ، فحدثني عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء به ، وإسناده ضعيف لجهالة شبيب.
ـ وصحت الفقرة الأولى من حديث أبي هريرة عند مسلم ٢٦٩٩ وغيره.
ـ وصحت الفقرة الثانية من حديث صفوان بن عسّال ، عند أحمد ٤ / ٣٣٩ والترمذي ٣٥٣٦ وابن حبان ٨٥ والحاكم ١ / ١٠٠ وصححه ، ووافقه الذهبي.
ـ والفقرة الثالثة منكرة بهذا اللفظ ، وهي عند أبي داود وغيره «وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض ، حتى الحيتان في جوف الماء».
ـ وهي بهذه اللفظ ، لها شاهد من حديث أبي أمامة ، أخرجه الترمذي ٢٦٨٥ وسنده ضعيف ، فيه الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن ، وكلاهما غير قوي ، ولها شواهد أخرى. انظر «الترغيب» ١٠٧ و ١٤٤.
ـ والفقرة الرابعة لمعناها شواهد دون لفظها.
ـ وعجزه له شاهد موقوف عن أبي هريرة ، وله حكم الرفع.
ـ انظر «المجمع» ١ / ١٢٣ ـ ١٢٤ و «الترغيب» ١٣٨.
ـ الخلاصة : هو حديث حسن عامة ألفاظه لها شواهد ، والله أعلم.
(١) في المطبوع «مسابقتهم» والمثبت عن المخطوط.
(٢) في المخطوط (ب) «بما».
(٣) في المطبوع «ولنرغبنكم» والمثبت عن المخطوط.
(٤) زيد في المطبوع «جالسا».