قال لهم لا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ، (وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
(إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ) ، أي من تزيين الشيطان ، (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) ، أي إنما يزين لهم ذلك ليحزن المؤمنين ، (وَلَيْسَ) ، التناجي ، (بِضارِّهِمْ شَيْئاً) ، وقيل : ليس الشيطان بضارهم شيئا ، (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
[٢١٤٤] أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز أنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه ، فإن ذلك يحزنه».
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١))
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا) ، الآية.
[٢١٤٥] قال مقاتل بن حيان : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار فجاء ناس منهم يوما وقد سبقوا إلى المجلس فقاموا حيال النبي صلىاللهعليهوسلم وسلموا عليه فرد عليهم ثم سلموا على القوم فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم ، فلم يفسحوا لهم فشق ذلك على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال لمن حوله : قم يا فلان وأنت يا فلان فأقام من المجلس بقدر النفر الذين قاموا بين يديه من أهل بدر ، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف النبي صلىاللهعليهوسلم الكراهية في وجوههم فأنزل الله هذه الآية.
وقال الكلبي : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وقد ذكرنا في سورة الحجرات قصته.
وقال قتادة : كانوا يتنافسون في مجلس النبي صلىاللهعليهوسلم وكانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجلسهم فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض.
وقيل : كان ذلك يوم الجمعة فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا) أي توسعوا في المجلس ، قرأ الحسن وعاصم في المجالس لأن الكل جالس مجلسا معناه ليتفسح كل رجل في مجلسه ، وقرأ الآخرون في المجلس على التوحيد لأن المراد منه مجلس النبي صلىاللهعليهوسلم (فَافْسَحُوا) : وسّعوا (١) ،
__________________
[٢١٤٤] ـ صحيح. إسحاق ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد ، نافع مولى ابن عمر.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٤٠٤ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «مصنف عبد الرزاق» ١٩٨٠٦ عن معمر به.
ـ وأخرجه البخاري ٦٢٨٨ ومسلم ٢١٨٣ وابن أبي شيبة ٨ / ٥٨١ وأحمد ٢ / ٤٥ و ١٢١ و ١٢٣ و ١٢٦ و ١٤١ و ١٤٦ والحميدي ٦٤٦ وابن ماجه ٣٧٧٦ وابن حبان ٥٨٠ من طرق عن نافع به.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٣٧٧٦ ومالك ٢ / ٩٨٨ وأحمد ٢ / ٩ والحميدي ٦٤٥ وابن حبان ٥٨٠ و ٥٨١ و ٥٨٢ والبغوي في «شرح السنة» ٣٤٠٣ من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر به.
[٢١٤٥] ـ ضعيف جدا. ذكره المصنف هاهنا تعليقا عن مقاتل وإسناده إليه في أول الكتاب. وعزاه ابن كثير ٤ / ٣٨٣ ـ ٣٨٤ لابن أبي حاتم عن مقاتل ، وهذا مرسل ، ومقاتل ذو مناكير ، وهذا منها.