أي : عنقه / (١) ، إذ (٢) كان أعمامه وأخواله يكرمونه ، ويقلدونه ، ويزينونه.
ومن كان ذا باب له فيه مذهب |
|
فلا بدّ أن يسمى فيدرى ويعقلا |
(ومن كان) من القراء (ذا باب له فيه مذهب) انفرد به كأبي عمرو في الإدغام الكبير (فلا بدّ أن يسمى فيدرى ويعقلا) إذ الرمز إنما جيء به اختصارا عند تعدد القراء.
ولما فرغ من بيان ما اصطلح عليه من الرموز ، وغيرها قال :
أهلّت فلبّتها المعانى لبابها |
|
وصغت بها ما ساغ عذبا مسلسلا |
(أهلّت) أي نادت هذه القصيدة صارحة ، بالمعاني هلم إلي (فلبّتها المعانى) أي أجابتها بالتلبية ، أي قالت لها : لبيك (لبابها) أي : خالصها بدل اشتمال من المعاني (وصغت بها) من النظم والمعاني (ما ساغ) أي : سهل تناوله ، من قولهم : ساغ (٣) الشراب في الحلق إذا سهل ابتلاعه (عذبا مسلسلا) : حالان ، والعذب : الحلو ، والمسلسل : السهل ، وأصلهما في وصف الماء.
وفى يسرها التّيسير رمت اختصاره |
|
فأجنت بعون الله منه مؤمّلا |
(وفى يسرها) أي قلة أبياتها (التّيسير) أي : الكتاب المسمى بذلك لأبي عمرو الداني ، أي ما تضمنه (٤) من العلم ، وهو مبتدأ خبره المجرور المتقدم (رمت اختصاره) فيها (فأجنت) أي : كثر جناها ، أي : ما فيها من المسائل العلمية / [١٥ / ك] لكثرة ما فيه منها ، وأصله من أجنت : إذا كثر كلأها ، وكمأتها وذلك (بعون الله / (٥) منه) أي : «التيسير» (مؤمّلا) حال من ضمير.
وألفافها زادت بنشر فوائد |
|
فلفّت حياء وجهها أن تفضّلا |
__________________
(١) [٧ ب / ز].
(٢) في د : إذا.
(٣) في د : شاع.
(٤) في ك : تضمنته
(٥) [١٠ أ / د].