وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ
____________________________________
الإمكان فمن قدر على الابتداء يقدر على الإعادة بالضرورة ... وأما الوقوع ، فقد أخبر الصادق بوقوعه ، فلا بد أن يقع.
[٢٨] (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فأنتم أيها الناس تحت قدرته ، ولا تظنوا إمكان الفرار (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) أي القيامة (يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) أي الفاعلون للباطل ، ومعنى خسارتهم هلاكهم.
[٢٩] (وَتَرى) يا رسول الله ، أو أيها الرائي ، في يوم القيامة (كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً) من الجثو وهو التهيؤ للقيام ، وذلك لأن الإنسان الخائف لا يجلس جلسة الاطمئنان بل يرفع ألييه من الأرض حتى إذا نودي أو جاء الفزع قام فورا بلا استبطاء ، وهناك كل أمة منحازة عن أمة أخرى ، جاثية على ركبتيها ، أو المراد جثوهم بين يدي الحكام ، كما يجثو المترافعان عند القاضي ، (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) المنزل على نبيها ، ليكون الكتاب حكما بينهم ، هل عملوا على طبقه أم لا وذلك كما يقول أحد المتخاصمين للآخر : أدعوك إلى كتاب الله ، فيقال لهم (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي نفس الأعمال ـ بناء على تجسيمها ـ أو جزائها.
[٣٠] (هذا كِتابُنا) أي اللوح المحفوظ ، أو ديوان الحفظة الذي سجّل فيه أعمالكم (يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ) أي يبين لكم أيها الناس وسمي البيان نطقا ، للمشابهة في إبداء المخفي من العمل ، كما أن النطق يبدي المخفي في