وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦)
____________________________________
[٢٦] (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء المنكرين للنشأة الأخرى الكافرين بالله (آياتُنا) أي أدلتنا الدالة على وجودنا ووجود الدار الآخرة (بَيِّناتٍ) أي في حال كون تلك الآيات ظاهرات واضحات (ما كانَ حُجَّتَهُمْ) أي دليلهم في نفي الآخرة (إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا) أيها المقرون بالمعاد (بِآبائِنا) الذين ماتوا من قبل (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في دعواكم إن البعث سيكون؟ وقد كان هذا الكلام تافها فأي ربط بين أن يكون شيء في المستقبل وبين أن يأتي به المدعي له حالا أترى هل يصح أن يقول المنكر للصيف ـ وهو في الشتاء ـ ائتي أيها المقر بالصيف إن كنت صادقا؟ فجوابه : أنا أقول بمجيء الصيف في وقته ولي دليل ، كما أن جواب الدهرية : نحن نقول بالبعث ولنا أدلة ، أما أن يأتي بالبعث حالا بإحياء الأموات فلا ربط له بالكلام.
[٢٧] (قُلِ) يا رسول الله لهؤلاء ـ. معرضا عن جوابهم التافه ـ مبينا لهم الحقيقة (اللهُ يُحْيِيكُمْ) بعد أن كنتم ترابا ميتا ، والمراد بذلك استمرار إحياء الله للبشر من القديم إلى المستقبل ، ولذا جيء بالمستقبل (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) بإزهاق أرواحكم ـ في مقابل قولهم : ما يهلكنا إلا الدهر ـ (ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ) للنشور ، من القبور ، منتهين في السير (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) حين يحاسب الخلائق (لا رَيْبَ فِيهِ) أي ليس محلا للريب ، وإن ارتاب فيه المبطلون (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) لأنهم أعرضوا عن التعلم ، فإن المعاد فيه جهتان ، الإمكان ، والوقوع ، أما