وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٢) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً
____________________________________
أجره ، لا أن يتساوى المصلح والمفسد في الأجر؟ (وَلِتُجْزى) أي خلقهما لأن تجزى (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) من خير وشر ولو تساويا لم يترتب هذا الثمر على الخلق ، بل لم يثب المحسن بالإحسان ، ولم يجاز الكافر بالعصيان (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) فلا ينقص من أجر المحسن شيء ، ولا يزاد على عقاب المسيء شيء.
[٢٤] (أَفَرَأَيْتَ) يا رسول الله (مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) أي الشخص جعل مكان الإله الهوى ، فكما يعبد المؤمنون الإله ، يعبد ويتبع هو هواه وميول نفسه ، وقد كان في الجاهليين من يعبد حجرا فإذا رأى حجرا أجمل منه رمى بالأول واتخذ الثاني إلها (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) أي تركه سبحانه ، ليتيه في الضلالة على علم منه سبحانه باستحقاقه للترك ، فإنه لما أعرض عن الهدى تركه تعالى وشأنه ، ولم يكن ذلك عن جهل ـ تعالى عن ذلك ـ بل عن علم ، لاستحقاقه الترك والخذلان (وَخَتَمَ) الله (عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ) ومعنى الختم أن يكون كالشيء المختوم الذي لا يدخل فيه شيء والختم على السمع كناية عن عدم إشفاعه بما يسمعه ، وعلى القلب كناية عن عدم وعى قلبه للحق ، ونسبة الختم إليه سبحانه ، لأنه خلق البشر بحيث إنهم لو انحرفوا عن الجادة ، واستمروا في الانحراف اعتاد قلبهم ذلك ، فلم يمل إلى الهدى ، ويكون الضلال ملكة لهم ، فلا يدخل في القلب هداية كالشيء المختوم (وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) أي غطاء ، لا يعتبر بالنظر ، فهو