وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٢١) وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ
____________________________________
أن البصيرة في الإنسان كاشفه له طريق الفلاح ، كذلك القرآن كاشف طريق السعادة ، أي بينات تبصرهم أمورهم ، فلا يحتاج الإنسان بعد القرآن إلى اتباع الأهواء (وَهُدىً) أي هداية إلى الطريق (وَرَحْمَةٌ) أي فضل وترحم ، يرحمهمالله به إذ يريهم السعادة الأبدية (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) به ويعلمون انه الحق ، وإنما خصهم ، لأنهم المنتفعون أما غيرهم ، فهم في ضلال ونقمة.
[٢٢] هنالك ظالمون يتبعون الأهواء ، ومتقون يتبعون الشريعة ، فهل هما متساويان؟ كلا ، فإن البون بينهما شاسع (أَمْ حَسِبَ) أي هل حسب وظن (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) أي اقترفوها وارتكبوها ، والاجتراح الاكتساب (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)؟ «أم» منقطعة فيها معنى الاستفهام الإنكاري ، أي ليس كذلك (سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) أي تستوي حياتهم وموتهم ، والمحيي والممات مصدران ميميان (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) بأن الطائفتين متساويتان ، فحياة المؤمنين في سعة وراحة واطمئنان ، وحياة الكافرين ضنك وتعب وقلق ، وممات المؤمنين إلى الجنة والرضوان ، وممات الكافرين إلى السخط والنيران.
[٢٣] وكيف يتساوى حال المؤمن والكافر (وَ) الحال أنه (خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) ومن مقتضيات الحق أن يكون لكل عامل