ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ
____________________________________
وصاد بعض في السبت ، ولم يصد بعض وهكذا وإذ خرجت بنو إسرائيل عن صلاحية القيادة بسبب كفرهم واختلافهم انتهت القيادة إلى الرسول والمسلمين.
[١٩] (ثُمَ) من بعد أولئك (جَعَلْناكَ) يا رسول الله (عَلى شَرِيعَةٍ) أي على طريقة (مِنَ الْأَمْرِ) أي أمر الدين والدنيا ، بأن بينا لك طريقة خاصة لسعادة الإنسان في دنياه وآخرته (فَاتَّبِعْها) أي اتبع يا رسول الله تلك الشريعة (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) الحق ، فإن الناس يريدون من القائد ان يتّبع آراءهم ، وهنا يأتي النهي عن ذلك ، فإن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس كسائر القادة ، وإنما له منهاج خاص من قبل الله سبحانه ، يلزم عليه ان يطبقه ويعلنه للناس ، وهذا ينافي اتباع آراء الأشخاص.
[٢٠] (إِنَّهُمْ) أي الذين لا يعلمون (لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ) يا رسول الله (مِنَ اللهِ شَيْئاً) أي لا يفيدونك في دفع ما يريد الله بك ـ إن اتبعت أهواءهم ـ (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) أي أن الكفار بعضهم يوالي بعض وينصر الآخرين في معاداتك ، فلا ينبغي لك أن تعتمد عليهم وتتبع أهواءهم (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) يلي أمورهم ، فحسبك الله ، عن هؤلاء.
[٢١] (هذا) القرآن الذي أنزل إليك (بَصائِرُ لِلنَّاسِ) جمع بصيرة ، فكما