وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٢٨) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ
____________________________________
الألفة ، ولا الزوج مستعد لأن يعاشرها معاشرة صالحة لئلّا ينتهي الأمر إلى الطلاق (وَإِنْ تُحْسِنُوا) يحسن أحد الزوجين إلى الآخر (وَتَتَّقُوا) فلا تفعلوا ما يوجب سخط الله ، فإن الغالب أن يرتكب أحد الطرفين الحرام ، فيما إذا حدث بينهما صدام (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) فيجازيكم عليه. ولا مفهوم للآية بأنه «إن لم تحسنوا فلا يعلم الله» كما هو واضح ، بل الشرط أتي به للتحريض والترغيب.
[١٣٠] ثم ذكر سبحانه حكم تعدّد الأزواج ، وأنه لا يمكن التسوية بينهن في الحب والود ، فإذا كان الميل القلبي يميل كليّا إلى جهة ، فاللازم حفظ العدالة بين الزوجات ، لئلّا يبقى بعضهن كالمعلقة (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا) أيها الرجال أبدا (أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ) عدالة في المودة والحب ، فإنه ليس بأيديكم ، ولا بد أن تكون بعض النساء أقرب إلى قلوبكم من بعض (وَلَوْ حَرَصْتُمْ) في العدالة القلبية (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) إلى جانب امرأة من زوجاتكم المتعددات (فَتَذَرُوها) أي المرأة التي لا تميلون إليها (كَالْمُعَلَّقَةِ) التي علقت فلا هي مستريحة بالزوج ولا هي مستريحة بعدم الزوج ، فتكون في عذاب وشقاء ، وإذا لم يكن باستطاعتكم العدالة فباستطاعتكم عدم الميل الكلي.
وقد روي عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه كان يقسم بين نسائه ويقول :