أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (١٢١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً (١٢٢)
____________________________________
[١٢٢] (أُولئِكَ) الذين اتخذوا الشيطان وليا وناصرا (مَأْواهُمْ) أي مرجعهم ومحلهم (جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها) أي عن جهنم ، فإنها «مؤنثة سماعية» (مَحِيصاً) أي مخلصا ومهربا ، من «حاص» بمعنى عدل وانحرف.
[١٢٣] هذا لمن اتخذ الشيطان وليا ، أما من اتخذ الرحمن وليا (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بما يجب الإيمان به من أصول الدين (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الأعمال الحسنة (سَنُدْخِلُهُمْ) قيل : إن «السين وسوف» بمعنى واحد ، وقيل : إن السين للمستقبل القريب ، وتستعمل الكلمتان بالنسبة إلى الجنة باعتبارين : فباعتبار أن كل آت قريب تستعمل السين ، وباعتبار فصل البرزخ الطويل تستعمل سوف (جَنَّاتٍ) جمع «جنة» وهي البستان ، سمي بها لكونها مستورة بالأشجار من «جن» بمعنى ستر ، ومنه «الجنّ والجنين والجنّة» (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت أشجارها وقصورها (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) لا انقطاع لها ولا زوال (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) أي وعد الله ذلك وعدا في حال كونه حقا ، أو متصفا بكونه حقا ، لا خلف فيه ولا كذب (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً) أي من حيث القول ، فهو أصدق القائلين ، خبيرا ومخبرا ، والاستفهام في معنى النفي ، أي لا أصدق من الله ، والسبب أن