وَإِنْ
يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيداً (١١٧) لَعَنَهُ اللهُ
وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (١١٨) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ
وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ
____________________________________
(وَإِنْ يَدْعُونَ) أي ما يدعون (إِلَّا شَيْطاناً
مَرِيداً) أي ماردا ، فإن «المريد والمارد والمتمرد» بمعنى واحد ،
وهو العاصي العاتي ، وكانت عبادتهم للشيطان عين عبادتهم للأصنام إذ هي من صنع
الشيطان وأمره فلا يستشكل بأنه كيف يجمع بين النفيين؟
[١١٩]
(لَعَنَهُ اللهُ) أي طرد الله الشيطان عن رحمته وقربه ، فهؤلاء يعبدون
ويطيعون المطرود عن رحمة الله (وَقالَ) الشيطان لله سبحانه حين طرده : (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ) أي عبيدك (نَصِيباً مَفْرُوضاً) أي معلوما ، والمراد من اتخاذه لهم : إضلالهم وإغوائهم عن
الإيمان والعمل الصالح ، وقد كان الشيطان يعلم ذلك حين قال له سبحانه : (فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) و (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ
وَمِمَّنْ تَبِعَكَ) .
[١٢٠]
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ) عن طريق الهداية ، وهذا إما عطف بيان لقوله «اتخذن» أو
المراد من الاتخاذ الاختصاص أي أختص بجملة من عبادك فأضلهم (وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ) من الأمنية أي أمنينهم طول البقاء في الدنيا وحب الرئاسة
والمال حتى يعصون (وَلَآمُرَنَّهُمْ) بالوسوسة والإلقاء في قلوبهم (فَلَيُبَتِّكُنَّ
آذانَ الْأَنْعامِ) من «بتك يبتك» بمعنى «قطع يقطع» فقد كان المشركون يقطعون
آذان الأنعام علامة على حرمة
__________________