يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (١١٢)
____________________________________
يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ) إذ كل خير يفعله الإنسان يعود إلى نفسه ، وكل عصيان يأتي به يعود إلى نفسه ، و (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١) (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بما يكسبه الإنسان (حَكِيماً) في عقابه وثوابه يضع الأشياء مواضعها ، فلا يظن أحد أنه يعصي ثم يفرّ من عدل الله ، أو أنه ما الفائدة من الخير الذي لا يعود نفعه إليه؟ إنه سبحانه حكيم ، وقد تقدم أن الحكمة وضع الأشياء مواضعها.
[١١٣] (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً) لعلّ الفرق بينهما كون الأول لا عن عمد ، والثاني عن عمد ، وهذا الفرق إنما هو في المقام حيث تقابلا ، وإلا فالخطيئة تطلق على كل إثم. (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) من «رمى يرمي» أي ينسب ذنبه إلى إنسان بريء ، كما سبق في قصة ابن أبيرق (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً) أي إثم البهتان ، وهو رمي الناس بالذنب كذبا (وَإِثْماً مُبِيناً) أي معصية واضحة ، فهو يتحمل إثمين إثم العمل وإثم البهتان. وهذا لا ينافي ما احتملنا في الخطيئة إذ الخطأ ينقلب إثما إذا تمادى الإنسان في توابعه ، ولم يتداركه.
[١١٤] في بعض التفاسير : أن وفدا من ثقيف قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالوا : يا محمد جئناك نبايعك على أن لا نكسر أصنامنا بأيدينا ، وعلى أن نمتّع بالعزى سنة. فلم يقبل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم طلبهم ، وإنما قبل منهم
__________________
(١) الطور : ١٧.