فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (١٠٩) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً (١١٠) وَمَنْ
____________________________________
(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) هنا حيث يمكن الإخفاء والمجادلة بما يظن الناس أنه حق وهو في الواقع باطل (فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) استفهام إنكاري ، أي ليس هنالك من يجادل عنهم في محضر عدل الله سبحانه الذي يطلع على السرائر والواقعيات (أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) يتوكل عنهم في إنقاذهم من عملهم الذي صنعوه خفية. والاستفهام في معنى الإنكار ، أي ليس هناك وكيلا يدافع عنهم ، ولعل الفرق بين «من يجادل» و «من يكون» أن المجادل لا يلزم أن يكون وكيلا فقد يوكل الإنسان من يدافع عنه ، وقد يدافع عنه شخص تبرعا.
[١١١] ثم بيّن سبحانه أن لا يأس من روح الله ، وأن الآثم لا يظن أنه قد انقطعت الصلة ، بل باب التوبة مفتوح (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً) بإتيان معصية تتعداه إلى غيره كالزنا والسرقة (أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ) بمعصية لا تتعداه ، كشرب الخمر وترك الصلاة. ومن المعلوم أن كل ظلم للنفس وكل سوء ظلم ، لكن حيث تقابلا في التعبير فرقنا بينهما بما لعله المستفاد من السياق (ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ) يطلب غفرانه بما أمر من التوبة والتدارك ، إن كان للعصيان له تدارك (يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) يغفر ذنبه ويتفضل عليه بالرحمة والمنّ.
[١١٢] (وَ) لا يظن الآثم أنه أضر الغير وربح نفسه ، بل بالعكس فإنه (مَنْ