عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (١٠٣) وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٠٤)
____________________________________
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً) أي كتبت كتابا ، بمعنى فرضت فريضة (مَوْقُوتاً) أي ذات وقت محدد لأدائها.
[١٠٥] ثم كرر سبحانه الحث على لزوم الجهاد فقال : (وَلا تَهِنُوا) من «وهن يهن» بمعنى ضعف ، أي لا تضعفوا ولا تكاسلوا (فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ) أي طلب الكفار ومحاربتهم (إِنْ تَكُونُوا) أنتم أيها المسلمون (تَأْلَمُونَ) مما ينالكم من الجرح والمشقة في الحرب (فَإِنَّهُمْ) أي القوم الكفار (يَأْلَمُونَ) مما ينالهم من الجرح والمشقة (كَما تَأْلَمُونَ) فكلاكما سواء في التألم (وَتَرْجُونَ) أنتم أيها المؤمنون (مِنَ اللهِ) أي من قبل الله سبحانه الفتح والظفر والثواب (ما لا يَرْجُونَ) هم ، فأنتم أولى وأحرى أن تطلبوهم وتجدّوا في قتالهم من أولئك ، حيث ليس لهم وعد بالنصر ولا بالثواب (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بكم فأنتم بعلم الله سبحانه ـ كما تعتقدون ـ وهم وإن كانوا بعلم الله لكنهم لا يعتقدون بذلك (حَكِيماً) فأوامره ونواهيه عن تدبير وتقدير.
وورد أن المسلمين قالوا يوم أحد للمشركين : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، فقال أبو سفيان : نحن لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للمسلمين : قولوا الله أعلى وأجل.
وروى القمي : أن الآية نزلت بعد رجوع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من واقعة أحد ، فإن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لما رجع إلى المدينة نزل جبرائيل عليهالسلام فقال :