وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (١٠٢) فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ
____________________________________
الإنسان ، فإذا اجتمع مع السلاح كان أثقل وأتعب وهكذا بالنسبة إلى حمل الدرع الموحل حال السجود ونحو ذلك (وَ) لكن إذا وضعتم سلاحكم لجهة الأذى ف (خُذُوا حِذْرَكُمْ) أي احترسوا عن هجوم الكفار حتى إذا هاجموكم تكونون على استعداد لا أن تكونوا غافلين (إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) أي هيأ لهم (عَذاباً مُهِيناً) أي يذلهم ، عذابا في الدنيا بأيديكم وفي الآخرة بالنار والجحيم.
قال في «المجمع» : وفي الآية دلالة على صدق النبي وصحة نبوته وذلك أنها نزلت والنبي بعسفان والمشركون بضجنان فتوافقوا فصلى النبي وأصحابه صلاة الظهر بتمام الركوع والسجود فهمّ المشركون بأن يغيروا عليهم ، فقال بعضهم : إن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من هذه يعنون صلاة العصر ، فأنزل الله عليه هذه الآية فصلى بهم العصر صلاة خوف (١).
[١٠٤] (فَإِذا قَضَيْتُمُ) أي أديتم أيها المجاهدون (الصَّلاةَ) المأتى بها على نحو الخوف (فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً) أي في حال كونكم قائمين وقاعدين ، وهما جمعان ل «قائم وقاعد» (وَعَلى جُنُوبِكُمْ) أي في حال الاضطجاع (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ) وذهب الخوف (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) كاملة بحدودها وشروطها (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٣ ص ١٧٧.